تتوافق الأشياء حتى يصير الاثنان منها واحدا, فلا نكاد نفرق بين جزئيين اتحدا ,وشكلين ذابا كلاهما في الآخر.
وما نلبث قليلا حتى يحن الغصن إلى الجذع , والفرع إلى الأصل , فيدور الزمان, بتغير المكان فتتفرق الأشياء تفرقا مغايرا على ما كان أصلا له, وتبقى الذكريات تعصف في بيوت خواء .
فهل من الممكن أن يساير الإنسان إنسانا فيتألفا حيث أن ظروفهما الزمانية مجتمعة من جهة وقسوة نوائب الدهر من جهة, لم تجعل لهما بدا من التآلف والاجتماع , فتتآلف الأرواح, ثم يدور الزمان بأهله فترى من كان متقاربا متحابا متباعدا على أحسن الأحوال, فيعود كل منهما إلى حالة الأولى قبل الاجتماع والائتلاف, ولكن...... حينها يكون كل شيء قد تغير.
فلا الإنسان ذلك الإنسان ولا يده تلك اليد, فجميع جسمه منكر بعضه لبعض , فمن الطبائع الإنسانية تغير مافي باطنها نتيجة الاختلاط والمعاشرة .
هناك من يكن لك الود والإعجاب ساعة معيتك معه في نفس المكان والزمان فقط , وتتلاشى هذا الموده ذات العمر القصير ساعة اختلاف المكان والزمان .
سنة ٌ ,جرت بها الحياة على كثير من الأقوام.
لكن المشكلة الكبرى هو إعلانه لك ولغيرك أنه لايزال يكن لك نفس الود القديم إن لم يكن زيادة, مع نقص في الوصل وزيادة في القطع, وكأن وسائل الآتصالات دينصورات انقرضت ؟؟؟
و السؤال الذي عجزت عن إجابته هو كيف يكون في القلب محبة مكنونة وهجر ظاهر؟؟؟
و السؤال الذي عجزت عن إجابته هو كيف يكون في القلب محبة مكنونة وهجر ظاهر؟؟؟