|
يا ليل كم عاشقٍ أبكته ليلاهُ |
والبدر يرمقه يصغي لشكواهُ |
نام الخليُّون لا همٌ يؤرقهمْ |
وبات يرعى السهى والهمُّ يغشاهُ |
يرعى النجوم فمن يا ليل يرعاهُ ؟ |
أوَّاه مما الفتى في الحب لاقاهُ |
الكل يرحمه إن صاح أوَّاهُ |
إلا الذي في الهوى يا ليلُ أبكاهُ |
ما زال يدنيه حيناً ثم يقصيهِ |
كأنما الدهر بالهجران وصَّاهُ |
كم أرسل الشِّعرَ مبتلاً بأدمعه |
كأنما بدماء القلب أملاهُ |
عجبت من قائلٍ : " في الحب منقصةٌ |
يخفي بها الشاعر المغوي خطاياهُ " |
الشعر أجنحةٌ والحب طائرها |
هل طار طيرٌ وفي قيدٍ جناحاهُ !! |
كم فيك يا ليل من شعرٍ سكبناهُ |
لحناً على مسمع الدنيا عزفناهُ |
للبدر يشكو المحبون الذي بهمُ |
فكيف يفعل من في البدر شكواهُ ! |
قالوا الشفاء بأن تنسى هواكَ ، وهل |
يُنسى الذي بصميم القلب سكناهُ ! |
قالوا الهوى كأسه مملوءةً صبِراً |
أجبت : صبْراً فمرُّ الحب أحلاهُ |
قلْ للحبيب الذي ماعاد يذكرنا |
ضيَّعتَ أغلى الذي كنا حفظناهُ |
قل كيف طاب لكم يا من هويناكم |
أن تمسحوا كلَّ ما يوماً كتبناهُ |
بالله ما لي أراكِ اليوم ساعيةً |
لتهدمي كلَّ ما كنا بنيناهُ |
لم يبقَ من قصة الحب القديم سوى |
آثار قلبٍ وشيءٍ من بقاياهُ |
أتذكرين وما أراكِ ناسيةً |
عهداً على نفسنايوماً قطعناهُ |
نحيا حبيبين لاشيءٌ يفرِّقنا |
مدى الحياة وإن متنا لنا اللهُ |
حباً نقياً من الأعماق منبعه |
ومن دماء فؤادينا رويناهُ |
على ضفاف الهوى سارت مراكبنا |
والبحر من فرحٍ يهتزُّ عِطفاهُ |
ميَّاسةً نسمات الحب تدفعنا |
لموعدٍ تشتهي الأرواح مرآهُ |
والنجم ما زال نشواناً يلاحظنا |
حتى سها ساعةً فضلََّّ مجراهُ |
أسندتِ خدَّكِ يا ليلى على صدري |
وقلتِ يا شاعر الآهات .. ما الآه ؟ |
أحُرقةُ الشوق في الأكباد نطلقها |
أم لهفة للقا من ليس نلقاهً ؟ |
أرسلتُ دمعي وقلتُ الآه يا ليلى |
هي عَبرة الحرِّ قد خانته عيناهُ |