" خُوَاءٌ قَلْبِي "
خُواءٌ قَلْبِي ، تَصْفِرُ فِيهِ الرِّيحُ ، تُلِمْلِمُ بَقَايَا كَلِمَاتِ حُبٍ أَوْرَقَتْ ذَاتَ رَبِيع ، مَا لَبِثَتْ أَنْ جَفَّتْ فَتَسَاقَطَتْ يَبِسَةً عَلَى سُوَيْدَاءِ الْقَلْبِ .
لا حَزَنٌ، لا فَرِحٌ يُحَرِّكُ هَذَاْ الْرَّابِضُ خَلْفَ الْضُّلوع ، أَصَمُ كَصَخْرِةٍ شَمَخَتْ فِي وَجْهِ عَوامِلِ الْتَّعْرِيَةِ ، فَلَا رِيحٌ تُزَحْزِحُهَاْ وَلَا مُزْنٌ تَرْوِيهَاْ .
تََتَرَنَّحُ النَّفْسُ حَيْرَى ، تَدُورُ فِي فَرَاغِ التَّسَاؤُلاتِ ، تَحْفُرُ فِي الظُّنُونِ كُهُوفَاً ، تُخَبِئُ فِي ظُلْمَتِهَا مَا اسْتَعْصَى البَوْحُ بِهْ ، تُرَاكِمُ أَحْجَارَ الصَّمْتِ عَلَى بَوَّابَاتِهَا ، وَتَمْضِي قَاطِعَةٌ دَرْبَ الحَيَاةَ ، تَُّسَاقَطُ الأَيَّامُ عَنْ كَاهِلِهَا وَكَأَنِّي بِهَا تَسْعَى حَثِيثَاً إِلَى النِّهَايَةِ ، لتَبْدَأَ دَوْرَةَ حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ .
هُنَاكَ .. حَيْثُ سَكَنَ الخَيَالُ ، عَلَى حَافَّةِ نَهْرٍ تَجْرِي مِيَاهُهُ رَقْرَاقَةً ، تَحُفُّهُ الْجَنَائَِنُ ، َوتَغْشَاهُ السَّكِينَةُ ، لِتَنْعَمَ بالهُدُوءَ الأَزَلِيِّ حَيْثُ اللَّا فَنَاء ..
أَسْتَحِثُُّ دَمْعَ الْعَيْنِ ، فَلَا مُجِيبُ ، وَالنَّظْرَةُ لا زِالَتْ تَتَعَلَّقُ بِالمَدَى البَعِيدِ ، تَرْقَبُ المَسَافَاتِ الَّتِي تَبَقَّتْ ، وَأَنْوَاءُ الحَيَاةُ تَرْمِينِي بِمَصَائِبِهَا ، أُصِابِرُ النَّفْسَ ، أَنْ بَاتَ الوُصولُ وَشِيكا .
أَنْظُرُ لِلْحَياةِ بِسُخْرِيَةٍ أُوَدِّعُهَا ، انْقََضِي أَيَّامُ عُسْر ، فَلنْ يَلْبَثَ اليُسْرُ أَنْ يَأْتِي ، خُذِي كُلُّ مَا مَنَحْتِنِي ، وَاعْتِقِي رُوحِي مِنْ جَسَدٍ نَاءَ بِثِقَلِ وِزْرِِكِ ،
كَمْ كَانَت بِكِ الأَمَانِيُّ كَبِيرَةٌ ، رَسَمَتُ بِكِ أَحْلَامِي ، عِشْتُ أَوْهَامِي غَرِيرَةً ،
فَتَحْتُ أَبْوَابَ التَّمَنِّي ، شَرَّعْتُهَا ، فَمَا كَاَن أكْبَرَ وَهْمِي ..