يرشف قهوته المعتبرة المعتاد على تناولها في هذا المقهى الذي صار مقصده بعدما لفظه عمله وأصبح في سلك المتقاعدين الذين انظم إليهم وصار يتشوق يوما بعد يوم الى مجالستهم في هذا المقهى العتيق
لكنه تفا جاء اليوم بغيابهم وعدم حضورهم, حدثته نفسه عسى المانع خيراً
يصيح صاحب المقهى كالعادة ... قهوة..... شاي ... للرايح والجاي .
يشرب قهوته ويرسل بصره الى مدخل المقهى بين فترة وأخرى لعل الأصحاب يقبلوا ويطردوا وحدته
جاء صوت من آخر القهوة
ـــ يا صاحب القهوة , أين زبائنك ؟
ان العدد قليل اليوم , هل هناك إضراب عن الحضور ؟
ــ صاحب المقهى اعتقد أنك نسيت هذا اليوم ؟
أنها الذكرى الحزينة هزيمة حرب 67
ــ اجل تذكرت .
ــ على فكرة أين كنت عندما وقعت الحرب ؟
ــ صاحب المقهى كنت في المدرسة مع زملائي الطلاب وكان المعلم يسهب في المدح والثناء
على الجيش ويقول انه على مشارف القدس .
ــ حقاً .
ــ أنت يا هذا وأشار إليه فوضع فنجان قهوته وتوجه ببصره نحو السائل .
ــ لقد كنت بالقرب من المذياع إنا وزوجتي نستمع بحماس لتلك البيانات والموسيقى الحماسية
تمنيت بعدها إنني فقد الذاكرة
ــ إما أنا محدثكم فقد كنت في سهرة طرب مع أصدقائي وصديقاتي , وكنا في نشوة وفرح , و لم اعرف الحقيقة إلا عندما استيقظت في آخر النهار , وعلى لسان أحد الذين كنت اعتقد انه من أصدقائي يقول لقد لقناكم درسا لن تنسوه , وهو يعيش الآن على ارض فلسطين المحتلة .
abdllh_800@hotmail.com