على متنِ مركبةٍ من الحَيرةِ رميتُ أشواقي، وابتدأتُ لحنَ الكلامِ ، أبحرتُ في عالمِ روحكَ ذاتَ يومٍ، ولم أجدْ إلا مرآةً كُبلت بخيطٍ من أملٍ ، ولؤلؤًا على الخد يعانقُ حَيرتي ، ويفضي في يمّ الحنانِ وجعي ..
كنتُ على درايةٍ كاملةٍ أنكَ لمْ تُخلقْ إلا لأجلي ، ومن أجلِ أنْ تزرعَ براعمَ الفرحةِ على دربِ روحي المولعةِ بكَ قبلَ أنْ تولد.
هممتُ بفتلِ ضفائرَ الحبّ أطّرتُ بها ما حولكَ من سنابل كهالةٍ تحرسكَ وأنت غافٍ، في بحرٍ من أمانٍ ، لم أقلْ لكَ يوماً كيف كنتُ أجمعُ لكَ كلّ ليلةٍ نجوماً في سلّةٍ من الحبّ ، وأعلّقها قنديلاً في سقف أحلامك كي لا تسلبَ منكَ الظلماتُ نور محياك حبيبي..
ولم أشأ أن أغرسَ بذرةَ حبّ دونَ أنْ ترويها بضوعِ أنفاسكَ العنبر، فكلّ بذرةٍ كنتَ تُهدينيها صارتْ اليوم زهرةً تحدقُ بالآتي ما بيني وبينك.
يا أيّها المجتمعُ دفئاً ورقةً وعذوبة ، على يديكَ كبُرتْ روحي ، وبينَ ذراعيكَ الحنونتينِ اكتملَ نضجي واستقرتْ أغصانُ نفسي ، وبدأت التعلم كيف أنقرُ بشفتيّ على أكتافِ غيابكَ، وأعيدكَ إليّ بهمسةٍ أو قبلةٍ حانيةٍ تُشفي منكَ كلّ الجروح..
سقيتُ درباً ستسلكهُ ، وأمطرتهُ بسحبِ حناني ، ووقفتُ أنا وقناديلي على مشارفِ شوقٍ عاصفٍ بلا حدودٍ ، تجرّني خيولُ الولهِ تحتَ أطيافِ التمنّي ، وتُمطرني عصافيرُ الحبِّ بعبابٍ من ياسمينٍ وجلّنار، أصوغُ من خافقي
تاجَ حبّ تلبسه حينَ قدومكَ..
كانَ ظنّي أنكَ في يومٍ ستعود..
منى الخالدي
10\06\07