العزيزة ريم...
ربما وجدت في العنوان ما يمكن ان يستغني النص عن الكثير مما جاء فيه، لاننا عندما نريد ان نؤرخ لحدث، او حتى لقرية باعتيارها حدث قائم، نحتاج الى ادوات الحبك القويم، ادوات المؤرخ التي يمكن ان يستلهم من الحدث الجاري ما قد حدث في الماضي باعتباره يعتمد على ركائز هي من صلب عمل المؤرخ، وربما تكون فلسفة التاريخ هي احدى هذه الركائز التي لايمكن للمؤرخ ان يتجنبها باعتبارها ادات البحث الحقيقية لديه، وكذلك ادات التميز وادات التدوين، لانها تربط الماضي بالحاضر وتتنبأ بالمستقبل.
اسلوب الحكاوي غلب على النص، وكأننا جالسون في احدى الليالي الشتوية امام المدفأة ونستمع لمن له خبرة بالقرية، وبامورها ومجريات الاحداث فيها وهو يصف لنا تاريخ القرية، ومكوناتها، بل حتى واهتماماتها، وقد اجدتِ وانت الراوية ان تتقمصي دورك وتعمقين في التفاصيل الدقيقة وتبدعين في ارساء معالم القرية في اذهاننا وكأننا عشنا الصورة والحدث معا،وبين وصف القرية ومعالمها، ووصف الاحداث التي كنت جزء منها باعتبارك الرواية وجزء من الحدث نفسه، وجدتك تنقلينا من عتابات الوصف الى متاهات الاحداث اليومية، وهذا ما احدث نقلة في النص من كونه يروي لنا حدث عام الى استطراد لنقل معين ذاتي ضمن اطار جماعي.
النص جميل واسمحي لي بهذه الهمسة..ربما يحتاج النص الى عناية اكثر بمسائل اللغة وكذلك المعنى والمغزى.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار