(حكاية فجر)
"(ترقرق صوت الآذان السحري في قلبه عند سماعه كصوت النجي الحبيب
فقام بخفة من فراشة وأنزل قدمية الرشيقتين من السرير الي الارض
آه نعم لمح أباه الذي كان ينام مقابله
أبي:
نعم
الفجر!
هل تصلي؟
اه نعم
سأقوم حالاً
حديث بينه وبين نفسه
ياه : كل مرة يقول سأقوم ولا يقوم
يا سيدي : ما عليك هيا للوضوء
يتوضأ وتنسيه اللهفة التأفف من البرد
قرع خطواته يتجه نحو الباب
يهم بفتح الباب
فالوقت اذف وقد تقوم الصلاة الان
يتذكره
مرة أخرى بينه وبين نفسه
ولكن ابي؟!
هل تراه يقوم؟
يقوم أو لا يقوم وما ذنبك؟ أنت عليك بالسبب فقط.
ولكني مرات كثيرة أوقظه ولا يقوم
يا أخي انت لن تخسر شيئا أنت الرابح في النهاية والمثاب
نعم ولكني مللت منه أحس انه لا يستطيع أن يقوم أو يكذب علي
لا تقل عليه هكذا فهو والدك
ثم التمس له عذرا
نعم نعم أستغفر الله
ياخذ خطوتين الي الخلف حيث باب الغرفة التي بها الوالد
أبي أبي : لقد تاخرنا؟
الصلاة !
الاقامة!
والده : هه هه نعم ساقوم يا بني حالا.
يفتح هو الباب ويذهب الي بعض اصحابه في الطريق
ثم يمضي.
تقابله نسمة جميلة اتت من الحقول الخضراء.
تحف أوراق عيدان الذرة الجافة التي تعلو دور القرية.
تتناغم معه وكأنها تحثه ليحث الخطى للقاء.
نعم : اليوم ساكون في الصف الاول واخذ ثوابه.
دخل الصلاة وتدبر وسبح وسلم.
آه : ما اروعها من ايات لقد ابكت قلبي.
آه : ليتك معي يا أبي.
وفي نفس الضوء الخافت في ركن في مسجده الحبيب وغاسل ذنوبه الجمة يتربع .
ثم يختم الصلاة ثم اذكار الصباح.
يخرج باليسرى ليستقبل يومه الجديد.
تلفح وجهه المضيئ نسمات الصبح الجميلة المنعشة لرئتيه وقلبه معا مع اول خطوة اثناء خروجه.
في ذاك الضوء الخافت الذي ينبئ عن ولادة يوم جديد على عملنا شهيد أمام المسجد
وكما تعودو ان يصطفوا ويسلمو ويدعو لبعضهم بالقبول.
تصدر منه التفاته عابرة لمن بجانبه بعد ان ظهرت الوجوه المضيئة.
معفول
أهو؟؟؟
اهو هو؟؟؟؟؟؟؟
الله , إنه هو.
نعم أبي.
إنه أبي.
أبي : تقبل الله منك.
ثم تترقرق في عينيه بعد أن انزوى جانبا مع خيوط الصباح دمعة
على أثر تذكر قول الله تعالي من إمامه قبل دقائق
"إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء")
دمتم مبدعين