بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله دائماً وأبداً والشكر لهُ في الحالتين ,وَأَسألهُ الرحمةُ والمغفرةُ وحسنُ العاقبة,
والصلاة والسلام على نبينا الكريم وآلهِ وصحبه.
السلام عليكم جميعاً
كما هي عادتي اليومية منذ شهور أتواجد في الغرف الصوتية المُسمات بالبالتوك
وتراني أتنقل في الغرف العراقية والفلسطينية في ضجر أستمع لما يدور وأحياناً أُشارك
في الحوار ثم أندم لأنني لاأجد أُذن صاغية فالقوم فرقتين لاوسط بينهما إما مُناصرة للأمريكان
وتعتبرها قوة تحرير وتسمي المقاومة (قتلة مجرمين) وإما تناصر المقاومة وتعتبر مجلس الحكم
وركبه عملاء خونة, والويل لي إِنْ قُلتُ كلاماً لايوافق مِزاجهم,فالشتيمة والإتهام جاهز, حتى في
ساحة الشعر إن قلتُ شعراً أتى على مزاجهم فأنا شريف,وإن قُلتُ شِعراً لم يأتي على مزاجهم فأنا
وضيع بلا شَكْ, عموماً قبل يومين كنت أستمع الى حوار في غرفة عراقية تدعم مجلس الحكم ولاترضى
أن يُمَسَّ بسوء حتى ولو كانَ كلاماً ,فأخذَ اللاقط أحدُ أفضلِ مناصري المجلس ثم بدء بالعتب على
المجلس (كيف يريدون تمرير قرار كهذا؟ هذه طامة,هذا لايجوز, سَيُظلم الكثير من الناس,ووو)
شدني كلامه فسألت وما ذاك القرار؟قال إلغاء قانون الأحوال المدنية...؟ إنتفضت من مكاني وتذكرت
تهجير الآلاف من العراقيين بحجة التبعية وعدم حصولهم على الجنسية العراقية رغم أنهم يعيشون في
العراق منذ قرون ؟فخرجت هذه القصيدة:
رِسَالَةٌ إِلى أُمِّي وَمَجْلِسُ الحُكم
============
أَبْلِغُوا أُمِّي سُؤالِي عَنْ قَضِيَّة حَيَّرَتْ فِكرِي وَخَلَّتْنِي ضَحِيَّةْ هَلْ أَنَا مِنْ رَحْمِهَا جِئْتُ حَلالاً هَل أَبِي حُرٌ وَأَعْراقِي سَوِيَّةْ هَل رُضِعْتُ الضَّادَ مِنْهَا دُونَ شَكٍّ هل طُعِمْتُ الحُبَّ في أرضٍ سَخِيَّةْ هَل أُصولِي دِجْلَةٌ وَالنَّخلُ مِنهَا والفُراتُ العَذبُ يَروي النَّجَفِيَّة هَل بِلادي مَنْبِعُ التَأرِيخِ حَقَّاً وَبِهَا قامَتْ حَضَاراتٌ أَبِيَّة إِنْ أَجَابَتْ بِقَبُولٍ فَلِمَاذا يَسْلُبُ الحُكَّامُ مِنِّي الوَطَنِيَّة أَخْبَرونِي مَجْلِسُ الحُكْمِ يُنَاشِدْ سَيِّدَ السَاداتِ في أَرْضِي السَّبِيَّةْ أَنْ يُوافِقْ لَهُمو تَمْرِيْرَ حُكْمٍ يُلغِي مَاكانَ لِقانُونِ الهَوِيَّة سَيِّدُ السَّاداتِ عَفوَاً وَتَمَهَّلْ لَيْسَ مِنْ عَدْلٍ مُعَاداتُ الرَّعِيَّة أَوَمَا يَكْفِيكُمو سَلْبَ بِلادِي جِئْتُمو الأوباشَ تَعْلُوا الأَغْلَبِيَّة فُقْتُمو طُغْيَانَ جَلاّدِي بِأَرضِي أَيْنَ دَعْوَاكُمْ لإِصْلاحِ البَرِيَّة لَمْ نُشاهِد مِنْكُمو غَيْرَ دِمَاءٍ ضَرَّجَتْ أَثوابَ سَعْدٍ وَعَلِيَّة وَلُصُوصٍ وَرِثُوا فَنَّ التَّباكي قَدَّموا أَرضِي لَكُمْ أَغلى هَدِيَّة أَبْلِغوا عَنِّي لُصوصُ القَومِ إِنِّي سَائِرٌ لِلْحَرْبِ لَنْ أُبْقِي مَطِيَّة كَيْفَ لِي النَّومَ وَأَنتُمْ تَسْرِقُونِي أَلِأَنِي كُنْتُ حَمَّالَ الأَسِيَّة لَنْ أُسَامِحْ فِي حُقُوقِي أُشْعِلُ النَّارَ لَهِيْبَاً لِلْسَّمَاواتِ العَلِيَّة أَوَمَا يَكْفِيكُمو نَهْبَ بِلادي أيَّنَ نِفْطِي أَيْنَ حَقُّ الغَالِبِيَّة أيَّنَ تَمْري بِعْتُمو نَخْلَ بِلادي فَاْشْتَرَتْ بَخْسَاً عُلُوجُ السَّامِرِيَّة نِمْتُمو فِي ظِلِّ أَمْرِيكا وَعَينِي لَمْ تَزَلْ فِي السُّهْدِ لِلْنَّومِ عَصِيَّة أَيُّ حالٍ رَبِّي هَذا نَحنُ فِيْهِ هَلْ كَتَبْتَ الدَّهْرَ نَبقَى فِي الرَّدِيَّة فَاتَنَا الجَّلادُ فِي ذُلٍّ تَهَاوَى وَأَتَتْ مِنْ ضَحِكٍ شَرُّ البَلِيَّة كُلَّمَا نَادَى مُنَادٍ أَنْ أَفِيقُوا لَيْسَ أَمْرِيكا لَكُمْ إِلَّا غَوِيَّة قِيْلَ أُصْمُتْ وَالمَقَابِرْ وَالمَذابِحْ خَلَّصَتْنَا مِنْ هُبَلْ فِي الجَّاهِلِيَّة قُلْتُ يَاقَوْمَ اْفهَمُونِي لَيْسَ هَذا حُكْمُ رَبِّي عُدْتُمو لِلْقَبَلِيَّة صَدِّقُونِي مَاهُبَلْ فِي النَّاسِ إِلَّا صُنْعَ أَمْرِيكا وَأَمرِيكا وَفِيِّة وَخِتَامَاً إِكْتَفوا فِي مَا سَرَقْتُمْ وَاترِكوا أَرْضَ بِلادِي كَالخَلِيَّة نَحْلُهَا لابُدَّ يَبْنِيْهَا جَدِيداً فَزُهورُ الأرضِ لازالَتْ زَهِيَّة إِتْرُكوهَا بِسَلامٍ عَاثَ فِيْهَا أَحْمَقٌ دَهْرَاً فَسَلَّمْهَا عَشِيَّة إِتْرُكوهَا قِطْعَةً مِنْ دونِ تَمْزِ يقٍ كَمَا كانَتْ لِكَي تَبْقَى قَوِيَّة وَلِأَمْرِيكا سَعِيرٌ فِي بِلادِي وَأُسُودٌ وَحِرَابُ البُنْدُقِيَّة يَا أُسُودَ الرَّافِدَينِ مِنْ أَخوكُمْ لَكُمو أَلْفُ سَلامٍ وَتَحِيَّة
تنويه:_ جاءت القصيدة على فَاعِلاتُن وَفَعِلاتُن في بعض أبياتها ولقد أشبعتُ الضمة (مِنْكُمُ,مِنْكُمو.فُقْتُم ,فُقْتُمو)
حتى يُوَاكَبُ اللَّحن لحن التفعيلة وهي في الحالتين صحيحة إملائياً على ما أعتقد.
*سيد السادات:بول بريمر(حفظه الله ورعاه الحالي؟)
*السامرية:قصدت اليهود؟كلكم تعرفون السامري الذي أَضَلَّ قوم موسى في غيابه.
واليوم في ظِلِّ مَجلسُ الحكم إشترت اليهود الكثير من العقارت في جميع أنحاء العراق
ودخلت بشركاتها (والحجة نحنُ عراقيين).
نزار الكعبي النجفي
هولندا: الجمعة/30/1/2004