دكتور مصطفى..
ابرز ما يميز قصص الدكتور سواء على المستوى البناء القصصي المحكم..او على المستوى الدلالي للرموز التي تتمثل من خلالها الرؤية النابعة من عمق السارد لتتشكل المغزى والمعنى اللذان يقومان بمهمة التصوير المشدهي في ذهن المتلقي..هو قدرة الدكتور على فرض صورته على باقي الصور الذهنية لدى المتلقي.
وهو ما يجعلني ارى دائما القدرة الفائقة للدكتور على التحكم في التخيل..من من زاوية الانشغال الذهني بالمعيش النفسي والاجتماعي السياسي ايضا..وقلما يوجد نص سردي يلتمس من خلال الوصف رسم واقع ما..دون ان يكون مقتصدا هدفا معينا يمزج له وبه الالوان ببعضها ويراهن عليه..وهذا ما يجعلنا ندرك تماما ان مرجع الرؤية في تتبع الاولان وحركة يد السارد الفنان..تتجاوز بالضرورة عينية المشاهدة لحركة التفاصيل..لتغرس في ذهن المتلقي في اتجاه تحديد الومضة التي يراد ايصالها وغرسها في عقل المتلقي سواء عن طريق تحريك المشاعر الوجدانية..او تحريك الذهن من خلال حركية الصورة ومدى حيويتها وعمق الوانها..وعمق قربها من الواقع الحي الملموس..ولقد ابدع الدكتور هنا في رسم هذه الصورة..الحية..وبهذه الالوان المستوحاة من الواقع اليعاني اليومي..الاجتماعي المعيشي الفردي..داخل الاجتماع.
محبتي لك
جوتيار