العزيز علاء..
في البدء تخيلت بأنها قصة تحمل طابع التدوين المذكراتي وبطلها..يحمل اسم فرهاد..مع اني لااخفيكم اني لامست في الاسم نكهة كردية..لكون اسم فرهاد في الذاكرة الكردية متصلة لااراديا بقصة قديمة من التراث الكردي..(فرهاد وشيرين)..فكلاهما تلازما وتلاحما منذ فترة طويلة لذا لايسعنا ان ان نتذكر شيرين عندما نسمع فرهاد حتى في لقاءاتنا الشخصية وعلاقاتنا خارج الاطر الادبية..مع الزملاء وغيرهم يقترن اسم فرهاد ب شيرين..وكم ارتحت عندما وجدت فرهادنا هو ذاته فرهاد شيرين..عشت احداث السردية هذه بتفاصيلها..التي وجدتها تعني بحالة ذاتية..منذ البدء..وبتداخل منودرامي شبيه بحوار مسرحي..حيث البطل يحكي القصة وكأنه يحكيها لنفسه..دون مؤثرات..وتداخلات جانبية..السرد جاء موفقاً..مترابطاً..محكماً..في البناء.. واللغة جاءت مماسكة...الحدث القصصي وجدته بين الفترة والاخرى يخرج عن كونه يروي لنا قصة الفيلم الذي يشاهده السارد واستغله للولوج في عالمه الشخصي..حيث نجده يقف على عتبة باب الزمكانية..في دمج صوري مشهدي لاحداث الفيلم..وذكرايات تجتاح ذهنه..وهنا يجبر السارد المتلق يعلى انشطار ذهني..بحيث يركز على احداث الفيلم..ام الاحداث التي ترافق الفيلم والتي تتعلق بالسارد..وهذه عميلة ذكية..ربما ليست استهانة بالمتلقي بقدر ما هو اجباره على التركيز والبقاء ضمن اجواء القصة والفيلم معاً..ربما لفت انتباهي بعض الامور التي وردها السارد عن نفسه.. حيث وجدته بوعي تام..او بانتشاء للمشاهد...يغرق في وصف بعض الحالات الشخصية التي مرت عليه..وكأني به يريد ادخالنا الى عالمه الخاص..ويخرجنا عنوة عن الاجواء الرومانسية التي تستمر عليه احداث المشاهدة..المهم في الامر كله أن القصة جاءت تبرز لنا عالمين الاول عياني والاخر ضمني.. وفي كلاهما وجدت الصور متشابهة مترافقة..وكأن السارد اراد ان يقول لنا بأن الحياة هكذا تسير حسب رتابة ورتين..ولاشيء يتغير فيها سواء ان بعض المشاهد تصبح اكثر درامية واخرى تصبح تراجيدية..والانسان مع ذاته يبقى رهين مونودراما حقيقية.
هذه لمحة منقولة..
يحكى أن (خسرو) ملك بلاد فارس، وشاباً يدعى (فرهاد) أحبا معاً أميرة جميلة اسمها (شيرين)، ولكي يزيل الملك غريمه من طريقه، أمره بنحت قناة في الحجر الصلد، وبينما كان فرهاد منكباً على عمله، تزوج الملك من شيرين، وعندما علم فرهاد بالخبر قتل نفسه، وتحولت كل قطرة من دمه تساقطت على الأرض إلى زهرة (سوسن). تبدأ القصة بكلام شابور، نديم خسرو، وهو يصف (شيرين) لسيده، حيث زار شابور بلدها:
إنها فتاة ملائكية.. بدر منير
مضيئة الليل كضوء قمر ساطع
سوداء العينين كماء الحياة
باسقة القوام كنخلة فضية
يسيل لعاب الصدف من بعيد
حسرة على لألئ أسنان شبيهة بالنور
أما شفتاها السكريتان فهما عقيق نضر
وقد اتخذت من عينها – الساحرة- ساحرا
يدرأ بتعاويذه عين السوء عنها
محبتي لك
جوتيار