أشيطان أنت لتحبّ هذه الجنّية؟
أما زلت صريع تلك الأحلام الممزّقة على أعراف عشق ٍ مزيّف... ذلك العشق الذي صُغته من قشعريرة ابتدَعَتها أنامل البرد المستقرّ في جوف فتاة ٍ بلهاء... ويحك يا رجل... كيف لا تصمد أمام تلك الهمزة الإبليسية و تنقاد لأزّة ٍ أنثوية واهية؟... بل و كيف ترتعش دون ابتذال ٍ إذا مرّت عليك تلك النسمة عابثةً بقواك الخائرة؟؟....إلى متى... إلى متى ستبقى مُتذبذبا ً بين اليأس و الأمل؟؟... تنتظر على أطلالها وصلا ً مستحيلا ً لم يأتِ و لن يأتي؟؟... أتعصي في ودادها من نهاك عنه؟... و ترجو لقاء من رهنت فؤادها لحبّة حُصرم؟؟... ألم تسأم حروفك وهي تلتفّ حولها في محاولة بائسةٍ لإنبائها بكلمةٍ صعبة الإملاء و التهجئة؟؟...
آآآآآآآآآآهٍ من تلك اللعنة التي تحلّ بقلوب الحالمين... لوهلةٍ يعشقون الأوهام... أوهام عنيفة... متبرّجة... أوهامٌ تمتزجُ بالواقع... حتى تحين ساعة البوح... ساعةٌ تتصدّع فيها كل الآمال المشادة قصورا ً في هوائك... مؤلمةٌ مظلمة... برزخيّة... و أهمّ ما فيها أنك لا تنال منها سوى جرح ٍ تظنّه لن يندمل رغم عدم وجوده...
بالله عليك كيف لهذا الحبّ المتكلّف أن يتمرّد على كل التضاريس التي تفصلك عنها؟... و كيف لقلبك أن يذرع آلاف الأميال و الأجيال التي بينك و بينها؟؟... و كيف لك أن تسهو عن همّ علّقتـَه منذ الأزل؟؟...
هيا يا صاح... دعك من الصدق... و عد إلى الكذب... إلى الواقع العلقميّ... إلى القدر الكهل... و القسوة اللانهائية... فنحن في زمان غريب المُحيّا... الطيبة و الحمق فيه كلمتان مترادفتان... هيّا كفكف دموعك... و وجّه مشاعرك نحو دنياك السابقة... و موطنك الأوّل... فهما أولى بك من تلك الجنّية العذراء...