نلقي الشبـاك ومـا كَلَّـت أيـادينـا ** لكـن تشـقق بـالأشـواق وادينـا
أين المياه زهـور الحـب قد ظمـئت! ** نأبى النكوص وإن جُزَّت نواصينا*
قومي فقولي أين النـور فـي زمـنٍ ** فيـه الغـراب كئيب الـذوق حـادينا
هذي يساري شُلَّت فــي حـدائـِدهـا ** فخـذي اليمـين وأشــلائي قـرابينا
أطوي الجراح على الأيـام مرتحــلاً ** قلــبي يتوق لــربّ الـكون محـيينا
ـ ـ ـ ـ
اخنق يراعي فخير الحبر ما اعتُصِرا ** واجــرح فــؤادي تفصيلاً وتبيـيناً
دُكّـوا العظـام و أعصـابي لُقَيْمَتــكم ** طـاب المــذاق لقلب قد حوى طينا
أنَّـى نظـرتُ فأوصـالٌ ممـزقــة ** وإذا أشحـتُ فأسـلاك تحـــاذينا
جاري الكريم لبيـب القــوم معتـقـل ** يروي أساه لســور السجــن راوينا
نخشى الظلام وصوت السـوط يخلـعنا ** فاشرب خليـلي كؤوس الذلّ غِسليـنا
ـ ـ ـ ـ
سلـوا العـــراق أأحصيــنا جنائــزنا ** تحــت السمــاء دويٌّ من تعــازينا
عنــد الصبـاح جــراح في ضمـائرنا ** وفي المســاء مسيئــات قـــوافينا
سُـود النعــوت جمعنــاها مكـابَــرة ** عجــــزٌ و جهــلٌ و إهمـالٌ ليالينا
كيف النجـاة وريــح الشــرق بـاردة ** فالصين تصنعـنا والغـرب يغـويـنا
كنّـا الضيــاء إذ الأكـــوان دامســـة ** بشَّ السحـاب لنــا يرجو تــلاقينا
أُســدُ النــهـار و أقـــمـار مُـرتِّلـة ** لكـــن تســـربل بالأوزار راعــينا
ـ ـ ـ ـ
حكـم السماء مـع الأهـــواء منتــبذ ** يقضـي الجهـول إذا أفتــاه غـازينا
هَـزُّوا الرؤوس مع الإسفـاف سامدة ** بئـس السعيـد رضيع الغـرب قاضيـنا
دَاسـوا العهـود مع الأعشاب إذ نهقت ** في كل بـث دَعَـاوَى الطيـن تزيـينا
شُـجَّ الفــؤاد بعـرض الأرض قاطبـة ** رُسْــلَ السنـاءِ أَرَيْنـاهم تـدنَِّـينـا
حـقَّ العـذاب إذ الإعـراض منهجنا ** ضنك الحياة و يـوم الحشـر يَعْمِـــينا
ـ ـ ـ ـ
يا قطتــي كـم يئــن المرء إن وقفــت ** قبـل الوصـول مُــدِلاّت قـوافـينا
يمضي وحيـداً لا تـــؤذيه جانحـة ** أم يستنيم كبـاقي القــوم (مســكينا)!
بئــس المهـاد وفـي الأثمان باهظة ** ثم الجراح... جـراح الروح تضنيـنا
كونـي بخيـر... فـذي الأيـام زائـلة ** نعم الرفيـق هـو القـرءان شـافينا
هـذي النفـوس إلى الدّيـان سـائرة ** درب قصـيــر وأنفـاس وتَلْـقِــينَا
وقد أسيـر إلى الأحـداث مبتسمـاً ** ملء الشفاه وذي الخلجـات تُعــيينا
لا للقنـوط ولا الأعمـاق ساخطــة ** أما الدموع... فملء القلـب تفشـينا
عند الصلاة يصوم القلب عن رفثٍ ** وفي الصيام صلاة القلب تضميـنا
ـ ـ ـ ـ
قـلبـي يـفــور وأنَّــاتـي تمـزقنـي ** لـكـن سنصبـر مـا دمنـا مُحبّيـنا
إنِّـي أعيـذك بالرحمــن مــن عمـهٍ ** يأس تمــركـز فــي الأحـداق يُردينا
لا تشتكي الدهـر فالأحوال مـدرسـة ** فيها العناء وطيـب العيـــش تعنــينا
هـذي الحيـاة بـراء مــن تجـاوزنـا ** نشكـو الشقـاء ولا نُحصِي معاصـينا
يـا قُـرَّتي... ولكـم فاحــت زنـابقنا ** وســط البــلاء بألطــافٍ لبـاريـنا
قومي بليــلك للـرحمـن سـاجــدة ** نـرجــو رضــاه وتَبْكِيــنا مـآقيـنا
حمــداً لربـــك لا تُوفيـــه أحـرفنـا ** أهـــل المحــامد فــي الأكوان هادينا
ـ ـ ـ ـ
* في المعجم : أنهم كانوا إذا أسروا الاسير جزّوا ناصيته .
منقول