ظهرت قبل أعوام على شاشات التلفاز عجوز بوسنية تتظلم و تشكو الظلم الصربي ومجازره بهم وقالت بالحرف الواحد وهي تبكي:
نحن شياة لا نولد إلا للذبح............
فكانت هذه النثرية
وهي تنطبق على كل طفل عاني ويلات الحرب دون أن يفقه أو يعي معناها أو يكون له ذنب فيها سواء في العراق أوفي فلسطين أوفي أي مكان
أبتاه ..
ياأبتاه
هل لسنا بشر؟
هل ماتَ فينا الألم؟
هل صاهَرَتــْنـَا الرياح..
أم نــَاسَـبــَنـَا الحجر؟
أبتاه..
انظر ياأبي
هذه المجنونةُ.. أمي!
هذه المحروقةُ.. أمي!
وتلك الأوصالُ هناك..
بعضٌ من لحم ِ.. أخي
وهذه القتيلةُ .. أختي
هتكوا عرضها..
مــثـّـَلوا بها !!
أبتاه جَاوَرَنــَا الألم
عَاصَرَنــَا العذاب
أبتاه........
من يـجـبـرُ قلبي ؟
من يــُبرئُ جرحي ؟
أو..
يقتلني.. فأموت
أبتاه..
أنتَ غدوتَ شبحاً
أناديكَ في خيالي..
وأنا غدوتُ طيفاً..
يــَتـَرَاءى لي ..
سوءُ حالي
أبتاه.. ياأبتاه
هذه العجوزُ تقول :
نحن ُشياةُ .. لانولد إلا للذبح!
أبتاااااااااه.. ياأبتاه
هل صَدَقــَتْ؟
هل لسنا بشر؟
هل مات فينا الألم؟
هل صَاهَرَتـْنـَا الرياح؟
أم نـَاسَـبـَنـَا الحجر؟
وهؤلاء القوم-ياأبي-
يخربون علينا بيوتنا..
ويذبحوننا.. ذبح الخراف
ويسحقون ديننا..
من أين أتوا ؟
وهؤلاء الرجال في المؤتمر..
هل يلعبون بنا..
أم يسخرون منا ؟
أواه ياأبتي..
ماذا أرى ؟
ذئابٌ تكالبتْ..
وأرواحٌ تهاوتْ
فلا مُنجدٌ..
أو مغيثْ
أبتاه.. هذا القتالُ
وهذا الذبحُ..
وتلك الدماءُ..
وهذه الأجسادُ الممزقةُ..
وكلُّ الجورِ..
وكلُّ القهرِ..
والتشريدِ..أو التغريبِ
والتعذيبِ
معركةٌ بين كفرٍ.. وإسلامْ
وقومنا - ياابي- يتفرجون
هل لسنا بشر؟
هل مات فينا الألم؟
هل صَاهَرَتــْنـَا الرياح؟
أم نــَاسَـبـَـنـَا الحجر؟