|
عيدٌ بإشـــــراقِ الهدى يتجددُ |
والظلمُ من إشراقه يتبددُ |
جاء البشيرُ إلى الأنام فقادهمْ |
نحو العلا والأمرُ فيه توحُدُ |
فبقى الظـلامُ بحيـــــرةٍ تنتابهُ |
غِيَرٌ فصار إلى العدا يتمردُ |
أبقى الجليلُ معــالماً مزدانةً |
لرسوله فلهُ بشكرٍ يحمدُ |
لمّا أبى الشركُ الظلومُ هدايةً |
وبقى على كفرانه يتعربدُ |
وأصرّ في التعذيب في أصحابه |
فإذا البشـائرُ أن أرضاً تسعدُ |
سيروا إليها إن فيـــها قائـــماً |
لا تظلمُ النفـسُ إليه ستحمدُ |
وتقدمتْ مشـــتاقةً لصلاحها |
وتقولُ ربي : إنّ دينــك يُجحدُ |
والمشركون بأرض مكة شأنها |
هيا اقتلوا من كان فيها يشهدُ |
فتصـــاعد الأمرُ فــجاء بنصـره |
لمّا حثى في رأسهم ما يبعدُ |
فنجى بعزم عقيدةٍ و مكانةٍ |
وإلى المدينة حيثُ قام المسجدُ |
هاقد أتاكم خير من وطئ الثرى |
مستبشراً والقومُ قامتْ تشهدُ |
لمّا رأى الــــقومُ الحبيبَ يقوده |
حفظٌ له ســالتْ دمــــوعٌ توقدُ |
وإذا عـــيونُ القوم تهطلُ أدمعاً |
جادتْ علــى خدٍ طهورٍ يسجدُ |
يا مرحباً بقدوم أحــــمد هادياً |
أنت الرســولُ الحقُ أنت محمدُ |
ما كان في استبشار أحمدَ قومهُ |
كــــلا فقـد كانت تحـنُّ الفرقدُ |
وحجارُ طيبة والنـسيمُ ومــــاؤها |
وطيــــورها وبغيــــرها تتــوددُ |
لكــــنّ مكةَ عنــد ذاك حــــزينةٌ |
وبقــلبها كَلَــفٌ وحــبٌّ يوقدُ |
قد أخرجوك بحقدهم وضلالهم |
أنَّى لقومٍ في القيامة تسعدُ ؟! |
لا تحــزني لفـــراق أحمد إنهُ |
سيكون يومــاً عند بابك يرشدُ |
ويصرُ أهلُ الكفر في عدوانهم |
فتضلّ عنهم حكـــمةٌ أو مقصدُ |
فينالهم عجزٌ على أحقادهم |
فتصيرُ حيرى ليس فيها منجدُ |
ما أقبح الكفارَ كيف عزى بهم |
أن يخذلوا الدين العظيم ويجحدوا ! |
ومنافقون تذبـــذت أعمالهم |
فلظت قــلوبهمُ بحــقدٍ تــــرصدُ |
أولم يروا أن الحــياة عقيدةٌ |
فيها العظيـمُ من الأنــــام يمجدُ |
لا همَّ فيها للضغائن أو خنا |
أو مجــلسٍ من غير ذكرٍ يعبدُ |
وتكرر القتلُ الشريف لصحبه |
فبها الدُّماءُ على الصدور تقلدُ |
أحدٌ وبـدرٌ والتحـــــزبُ مؤتةٌ |
وبغيـــرها جادتْ بخيرٍ يُحسدُ |
أما الخروج عن الصلاح طريقهُ |
ذلٌ وخــــزيٌ ثمّ نــــــارٌ توردُ |
فلتنظر النفـــسُ الصلاح فإنها |
عمّا قريبٍ فـي التراب توسدُ |
كم جمع الكفرُ اللئيمُ جيوشهُ |
وعدا إلى إيمـــــانهم يتعمدُ |
لكنّ إيمان النـــفوس قويمةٌ |
وقـــويةٌ وعـــــزيمةٌ لا تخمدُ |
اللهُ أيدَ ديـــنهُ بصـــلاحهم |
فــغدتْ شـــرائعُ دينــه تتوطدُ |
ما مشــركٌ إلا ونـال جزاءهُ |
ومـضى الصـــلاحُ بنوره يتمـددُ |
أوليس نصرُ رسولنا لعلامةً |
أنّ الكرامة في العــــــلا لا تبعدُ ؟! |
أوليس دحرُ جـحافلٍ مرتابةٍ |
في ربـها خيــراً لـعلك ترشــدُ؟! |
لكنّ ما يدمي النفوس حقيقةً |
حالٌ غدا في يومنا يســـتحمدُ |
فـسقٌ علـى كفـرٍ ولئـمٍ جاثمٍ |
في صـدرنا والأمــــرُ عنّا مبعدُ |
يُعصى الإلهُ وقـــولنا مـــرتابةٌ |
وبها احتــقارٌ وامتـــــهانٌ يقصدُ |
ما عادَ يرغبُ في المكارم مسلمٌ |
وكـــأننا فـي غـــــابةٍ نستعبدُ |
هذا يغالــي أو فـــذاك مقصرٌ |
أو غيــره بحــــقوق دينٍ يفقدُ |
أو عادلون تكالبتْ أحقادهم |
بالمؤمــنين وهم بنـــصرٍ تصمدُ |
والمجرمون الحاقدون بديننا |
وبأرضــنا يتـأمــــرون وتعــــمدُ |
والمسلمون على التناحر دأبهم |
جعـلوا عــداءً يستطابُ ويرغدُ |
فأعنْ إلهي مسلماً مستعصماً |
لا يســـتكينُ لشهوةٍ أو يغمدُ |
وارحمْ نفوساً قد تنالُ كرامةً |
فلَبحرُ جودك للخلائق مقصدُ |
ثمّ الصلاة على الرسول وآله |
ما جاءنا عيدٌ ويــذكر أحمدُ |