سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة منار الخالدي
" غدا تنسى ........! "
لقد قرأت هذا العمل القصي , وربما هي المرة الأولى التي أقرأ لك فيها , وقد أعجبت بطريقة العمل في نقل الهواجس النفسية , لتشكل مشهدا قصيا موفقا , قامت فيه عملية بناء النص , على مراجعات شعورية ورؤى ذاتية , باسلوب أدبي شاعري , فيه صور جميلة , وخلجات حارّة , تحرّض القارئ على المتابعة , وتشويقه في تتبع مجريات الحدث , وقد نجحت الكاتبة في رسم لوحة للمشاعر الانسانية والاحاسيس , تتطرق إلى حالة واقعية , تمر بها الفتاة أو المرأة , وهي تسمع عبارات الحب , من الشاب أو الرجل , فتعود لنفسها وعقلها , في حالة مراجعة ذاتية , تتحرى المصداقية , مع ملامسة الجانب الشخصي الذي يروي بشكل أو بآخر , شغفها لتكون محبوبة مرغوبة , فهذا يداعب المشاعر عندها بشكل كبير , وهذا ما وفقت الأديبة , في ملامسته بشكل غير مباشر , وفي خضم الهوامش التي تحرّك خيال القارئ في توقع نهاية الحدث , تأتي النهاية بشكل غير متوقع , يجسّد العنوان المختار للقصة " غدا تنسى ........! "
العمل جيد الفكرة والبناء والحبكة , وإن كان المدخل الى القصة , قد بدأ باسلوب السجع الأدبي , مما جعل البداية غير موفقة , لأنها لا تتماشى والعمل القصي الذي نحن أمامه , ولا ارى ضرورة لذلك , مثلا :
" عندما اشعر بذلك الحب المسكين " , كيف يعبّر عن الحب , بأنه مسكين ؟
"،ذلك الحب السجين " , لماذا هذا الاصرار على استخدام القافية , وهل هو حب سجين فعلا ؟ لابد من العودة الى روح العمل , لنجد عدم توافق هذا التعبير , مع المشهد القصي .
" الذي يُبقي لي حزن دفين " ومن أجل عملية السجع الموسيقية , وقعت بأخطاء نحوية , فيجب أن يقال " الذي يبقي لي حزنا دفينا " .
د. محمد حسن السمان