أكنتِ بحاجة إلى هذا الجفاء والصد والهجران كي تدركين معنى القرب من الله ؟؟
معنى أن يكون الإخلاص والوفاء والحب لله , تبدو الحياة صحراء قاحلة لا أمل فيها ولا رجاء إلا بالإحساس أنكِ منتمية إلى قافلة السائرين على درب الهدى , تتخبطني أفكار ومشاعر أتأرجح بين الماضي والحاضر لو تعلمين يانفس قدر احتياجك وفقرك للمولى لتحول الزمان والمكان إلى شوق لا يسكن حنينه إلا على أعتاب المولى , دموع غزيرة روت عطشي , فانجلى القلب بخفقانه مسكين يتجرع كأس الأماني ويهمس برجاء وخوف وتوسل :
الجنة أمنية عمري, لذا لن يمنعني عجزي على أن أضع جبيني على الأرض سجودا لمن وهبني الحياة , أبثه أحزاني فهو أعلم بها مني وأستمد منه القوة ,فلطالما اكتويت بنار البعد مرات ومرات وتذوقت الحرمان , وأي حرمان أكبر من أن أحرم من القرب منك ربي ؟؟؟
بيد مرتجفة تحسست عجزي على أن أقف بين يديك ,تاقت روحي لذالك مولاي وسيدي , هذا القلب راكع وساجد ولعه بالصلاة و الحياة بالقرب منك لايتوقف , يطلب طوق النجاة , يتمنى أن يظل في محراب العبودية كي يتحرر مني ومن هواي , ربي همسي موجع وفؤادي مكلوم وأرتجي عندك الثواب والجزاء أبغي رضاك فلا تحرمني , واحة العمر القصير اشتاقت إلى الندى ,إلى الكلام الرباني تستنير به وتتقي به عواصف الجهل والبعد عن الله , وروحي باتت سقيمة من قلة زادي ,هواجس عدة تنتابني هل يقبلني الرب الرحيم ؟؟
أستعرض كل آيات الرحمة والمغفرة وأحاديث النبي المختار , ترفرف روحي عاليا , تتحرر تتوق أن تظل في الملأ الأعلى وأن لا تعود , يقفز من مكان ما فرح كبير :
تريدين المزيد !!؟؟
- كتاب الله أمامك , وكونه الزاخر بالآيات سيغمر فؤادك سكينة وأملا ورجاء , القافلة هناك مازالت سائرة إلى الله منذ خلق الله آدم إلى آخر الدنيا , وهم عند الله سيجتمعون هل تعلمين ماهو الجزاء ؟؟
سيكشف المولى عز وجل عن وجهه الكريم , وستخفق الأرواح والقلوب بفرح لم تعرفه البشرية خلال حياتها الدنيوية الله ,ما أروعه من جزاء , سأنسى سنين الحرمان وكأنها حلم وانتهى , وسيتدفق نبع الحب الصافي من كل شراييني , من قلبي وفؤادي وروحي الطليقة , صوت خفي يهمس ما ظنك بالله رب العالمين حينما يبتلي مؤمنا ؟؟....
ظني به رب رحيم حنان منان , مامنع إلا ليعطي , هو أرحم بنا من أمهاتنا , الحرمان الحقيقي هو البعد عن الله, ذاك موت الأرواح في الأبدان , وذاك هو الشقاء الأبدي , فبقدر قربك منه بقدر سعادتك , فليهنأ القلب
والروح معا بالنهل من كتاب رب العالمين , ومن نفحات الشهر الفضيل, ولتختفي إلى غير رجعة أوهام وأحزان ...........