|
رمضانُ أقبلَ |
رمضــــانُ أقبلَ فانتــبهْ يا لاهـــــي |
هذي بشـــــــــائرُهُ أتــَـتْ مُـــــزْدانةً |
طافــــــــت بزينتِهــــــــا على الأفواهِ |
مِسكُ الخَلوفِ يفـــوحُ مِنْ طيـَّـاتـِها |
و يُعَطِّــــــــرُ الدنيا بكـــــــــلِّ تَباهي |
و الناسُ تعبـــــدُ في يقــينٍ ربـَّـــــــها |
و كتـــــــابُهُ يُتْلى بكــــلِّ شِــــــــــفاهِ |
تابوا عن العصيانِ توبةَ عاشـــــقٍ |
لحبيـــــــبِهِ مِنْ غيرِ مــــــا إكــــــــراهِ |
لم تُفْسدِ الدنــــــيا حلاوةَ تَوْبـِـــــهِمْ |
ذو الفقرِ تابَ و مِثــلُهُ ذو الجـــــاهِ |
و الكلُّ يغرسُ في المســـاجدِ نبـتةً |
للخـــــيرِ قدْ عــــزَّتْ على الأشباهِ |
هذا يمـــــدُّ يــــديْهِ يدعــــــــــو ربَّهُ |
تنســـــــابُ أدمعُــــهُ بــكلِّ تُجــــــــاهِ |
و أخوه في المحرابِ صلَّى خاشعا |
آهــــــــــــاتُهُ فاقـــتْ حُــــــدودَ الآهِ |
النارُ في جنبيْهِ تُشْــــعلُ خَوْفَـــــــهُ |
و عيـــونُهُ نهـــــــرٌ مِــــــنَ الأمْــــــــواهِ |
كمْ بينَ جُنْحِ الليلِ مِنهـــــمْ قانــــتٌ |
يرجـــــــــــــو الإلــــــهَ بقلْــبِـــــهِ الآوَّاهِ |
قامتْ جماعَتُهمْ تُقيمُ صلاتَهــــــمْ |
سجدَتْ جباهٌ في جِــــوارِ جـِـــباهِ |
و أراكَ تلهـــو و الحيـــــاةُ غويــَّـــــةٌ |
في صوتِ غانيةٍ و عـــزْفِ ملاهي |
سَفَرَتْ لكَ الدنيا بوجـــهِ مليحــةٍ |
أبدتْ محاسنَها بثــــــوبٍ زاهـــــــي |
فقذفْتَ نفسَكَ في جحيمِ غرامِها |
لا آمرٌ تُصْــــــــغي لـــــــهُ أو ناهــــي |
يســـــــعى العبادُ إلى الجـــــنانِ بهمةٍ |
و أراكَ لا تســعى و عزمُك واهي |
حتى متى ستظلُّ في ليلِ الهـــــوى |
في سكرةٍ تغدو بقلــــبٍ ســـــاهي |
هذا أوانُ العفوِ فاطلبْ عفــــــــوَهُ |
و ارفعْ يديْكَ إلى جـــــــــــنابِ اللهِ |
عفِّرْ جبينَكَ في صفوفِ عبـــــادِهِ |
و ابذلْ دموعَكَ و استقمْ يا لاهي |
شعر محمود آدم |
|