لم أحج شكوتُ هـوايَ للبيتِ الحـرامْ
حمـلتُ الحـبَّ حتى لم أطقْـهُ فبحتُ و لم يكنْ بوحي كلامْ
و لكنْ كانَ بوحـي في فـؤادي و أعصابي و جسمي و العظامْ
و روحي إذْ ترفرفُ عند حلقي كمذبـوحٍ على حدِّ الحسامْ
و أسبـلتُ الدموعَ هناك وجدا و من دمعي أنا ناح الحمـامْ
كـأن عيـونه لمحـت عيـوني فنـاح كـأنه ذاق الغـرامْ
بكـاني لحظـة لـمـا رآنـي و لو يدري بكـاني ألف عامْ
هنا عند المشـاعر فاض شعـري صفا عند الصفا و هفا و هامْ
و عند المـروة استهـواه سعي فأقسم ليس يسعى للحرامْ
رمى لما رموا شيـطان شعـري و فوق النور في عرفات قامْ
و ضحى بالذنوب فصار طهرا فنـادته الملائك بالسـلامْ
تطهر في ربــاها من أثـام و لكني هنا ألقـى الأثـامْ
حسدتُ قصائدي حجت و لما أحج و لم أنل هذا المـرامْ
هفوتُ إلى الحجيج و كان حلمي أحج و لو برؤيا في المنـامْ
شعر : محمود آدم