أتوق إلى مساحة أسقط فيها أشيائي التي ترهقني، ثم أتأكد أنها لن تلحق بي لتلتصق بي عنوة، تلك الأشياء التي تستدرجني لــ بكاء....،أتوق إلى عمق غائر أخبئ فيه الحكايات التي يوشوشها الصدى ....، هي قدري لتمضي لأبقى أحتسي شراب حكاياتك ؛ أثمل بها دمعا..!!
فــ هذا المساء زارني طيفك –كما دوما-يذكرني بما لم أنساه ،يذكرني بالأمنيات والأغنيات وليلة كنا قد قضيناها نرتل فيها الحب أغنية لم يغنيها سوانا ،فــ للأغنيات ذكريات تماما كما هي العطر؛ تحلق بي في سماء الذاكرة تهمس لنا بهدوء : كم كانت أيام جميلة..!!
أخبرني،: أحقا تتلاشى الأحلام وتنتهي؟!...أحقا يستطيع الحب أن يمضي غريبا ؟! أراني أتساءل و أجلس القرفصاء ،أسكت فم المساء المفتوح فقدا و أغرق في حزن عميق وصمت موحش ويأتيني صوت أنهكه النداء على ضفة الذكريات ..!!!
ذات خوف من فقد حلم رأيتني أبكيك شوقا ..!!صدقني لم تكن في حياتي مجرد عابر سبيل –سيمضي- ،لم تكن فقط رجل يحتل أحلام يقظتي ،لم تكن مجرد طيفا قط ...،لم تكن يوما موسما واحدا بل كنت الحياة لكل المواسم، أتنفسك حياة ؛أعيشك واقعا وحلما ،أراك أينما وليت، تسكن ما بين الهدب والهدب ...، وتمنيتك-كثيرا- أن تكون ماضي وحاضري ومستقبلي ..!!
فـ آوواه يمتلكني حزن لا ينتهي؛وشجو من نزيف لا يبدو أن الروح دابّة فيه بعد حين!! فمنذ رحيلك وأنا ألتصق ببعضك ولا أغادر وكلي مملوءة بك ولا أنتهي..!!
ليس في مقدوري أن أكتب أكثر؛ أمنع يدي من كتابة المزيد لأنني أعلم بعدها سأخر على ساعدي وأبكي أبكي وأبكي ،فـ أشكال رفضك لي بانت؛ كانت سبيلي إلى استقبال كل خيبة مقابلة برضا تام! !فــ نهاية –قصتنا- كانت أسهل جدا مما تخيلتها ،أبسط جدا مما تصورت لها، أهدأ جدا مما توقعت لها ولهذا يبدو الأمر أكثر ألما –أكثر ألما-..وأشد حزنا..!!
أتعلم لم أكتبك ..لست أكتبك كي تحيل الكلمات لتعويذة فتعود بك ..لأني أعلم باني خسرتك ولا عوده ؛خسرتك ولا رجوع..أكتبك كــ تعويض لغيابك ..،لأملئ وقتي الذي بات كئيبا دونك لأجعله يمضي، لأملأ روحي بــ نكهة صاخبة ... ؛ فـ رحيك فجر نوافير الألم في قلبي،فأراني أتكئ على أحزاني و أَجر ما تبقى مني و اشتاق إليك حد البكاء وأكتبك ... فلا شيء يسكت صوت روح ثكلى ؛ فكل الذاكرة تشد رحالها فيك؛ تنجرف في حنين جارف!! فكل شيء- لو أنك تدرك- كل شيء ينتهي بي إليك!!
يا أنت لست أسألك عودا ،ولا رأفة بي فقط هبني لحظات مسروقة من عمرك أخبئها بين أيامي .. وأعطر بها أحلامي وأضحك بها على أوهامي؛ حسبي أن أكتفي منك شيء يدركه العمر في البقية .