النص هو من تأليف سحر صلاح
الإدارة
.
.
.
يقتلنيّ عجزي حين أجد الجميع يتقنون إختزال مشاعرهم بـ اليسير من الكلمات ..
وأنا لا أُجيد سوى الثرثرة ..
فـ لا أستطيع رصف الحروف كما يفعلون ..
ولا لـ الصمتِ أُطيق ..
أنا لست سوى فم كبير لا يكف عن التفوه بـ أشياء مملة ،
لا معنى لها
إعتاد على التذمر ، الشكوى
وليس لديه الشجاعة لـ يخبر الجميع بـ ذلك
.
.
.
.
أنا صديقة سيئة جداً
مزاجية جداً
وخرقاء جداً
متطلبة جداً
حولي صور جميع من أُحبهم وأطمع بـ المزيد
فـ أقلع عنيّ
.
.
.
.
أنا كــ علب الهديا الفارغة
قد تغويكَ زركشتيّ ..
لـ تختنق بــ فراغي حتى من الهواء .
أنا كــ قارورة عطر قديمة
أُستنزِفت لــ آخر قطرة وطُمرت بين جيوش من الذكريات
وفي أحسن حالاتها تُصلب أعلى طاولة الزينة لـ أحدهم .
أنا رسالة مؤجلة قد خُبئت في آخر الخزانة .
أنا باب عتيق صدئ في بيت الجدة
أحرقه لهيب الشوق لــ أبناء لا يعودون
وأحفاد لايأبهون .
وتقتله عجوز عمياء لازالت تُقسم بصموده
وهو من أعيته الثقوب ..
.
.
.
.
أنا أنثى الدخان المنبوذة من مدفئة العائلة الكبيرة
أنا أمنية طفل سهرَ الليل كله يُجمل فيّ
تركني على شرفته و نام لـ تذيبنيّ الشمس وتحرقنيّ بوهجها
أنا من كنتُ أحلمُ أن تعبرالجميع لـ ترفل بـ جنتيّ
وأنتَ أحلتني عتبة لباب دارها .
أنا طفلة وهبتها أمها لـ الفقد .
وزفها والدها لـ الحزن .
أنا من أغرقت أطفالها بـ دموعها
ثمَ قضت العمر كله تبكيهم .
.
.
.
.
أنا أفقدنيّ .. أفقدنيّ
كما تسربت أمنياتي من بين أصابعي
كما تسللت البسمة من بين شفتايّ
.
.
.
أنا ..أنا.. فمن يهتم ..!
.
.
.
.