صاحبة الحانة
جلجامش, والحانة من خلفِك...
صوت سِيدوري يَئِنُ بخُفوتِ القبور
أَتَرْثيكَ أم تَرْسم لكَ خارطةً تُهديك
للخلود المنشود ؟
تَنَعّم بما ترغب ،
واسْبِ ما شئتَ من الجواري
واشربْ ما شئتَ من خمرٍ
واكتسِ بماءَ الذهب.
تزوّدْ بعشقِ النساءِ أكثرْ ،
ليس على الآلهة عتبْ .
أنتَ العتيقُ في كلِ شئٍ إلا ذنوبك ،
فلا تسأل عن إنانا وتاريخها في البغاء...
لا إدراك يَلُفها بأثيره
ولا يشفعُ لخيانتها الأنبياء
مرَّ بها كثيرون قبلك،
وكثيرون سيمرونّ من بعدك
وسيدوري في الحانة..
تقبعُ كقارئة الفنجانِ بموتكَ تتنبأ ،
وبغدرِ إنانا تهزأ !
ارحل لو شئتَ ألا تسمعها
قَدِسْ خَمْرَها ولا تكسرَ كأسك ،
الحرُ لا يَكْسِر كأسه, وإن فعلَ فبقبضته ،
لئلا تجرحُ سواه
يُخلِصُ للكأسِ حتى بنزفه
أعْطِيهِ شرابا أخفَ وطأةً يا صاحبة الحانة
خارت قواه !
مرٌ خمرهُ فدَثِريهِ بالريحِ
ثمَ دَعِيهِ يُسافِر حيث شاء ،
ليكون باكورةَ ملحمةٍ تاريخيةٍ أخيرة .