النص هو من تأليف سحر صلاح
الإدارة
ليالي الشتاء مُحرضة لِـ نبش رفاة الذكريات
فأفتح صندوقي الأ بيض الصغير
مازل هناك ..
قابع بقنوط فوق نفس الرف العتيق
ترقد بين جدرانه الكثير من الأشباح
الآف من الأرواح الفوتوغرافية
تتعثر نظراتي بِـ صورها
كما هي لـازالت مشرقة .. دافئة
كَـ لقاء أم لِـ وليدها ,
ألتقط أحداهن بكل شوق
أضعها شمالا حيث مستقرها
يرتبك قلبي بِـ خفقاته
يختنق صدري بدموع ضلت طريقها
أُقبلها ، بِـ تمهل أُعيدها لِـ مكان بها يدفئ
أتذكُر رسائلي ..!
لـم يعُدن ثلاث
توالدت.. توالدت رسائلي
مشدوهة بها وكَـأن بها المرة الأولى التي أقرأ حروفها
شقاوة الطفوله ورائحة بلدى وقارورة عطر مكسورة
وغصّة تسكنني ..
مدينة الأقنعة تلك أكرهها وأحنُ إليها
فيها تراب وطئته أقدام أبى
وبيت كان يحيا بصوت أمي
فيها قلوب تعرفني
وأرصفة تحفظ خطواتي
فيها صديقات قاسمتهن المُر
وقاسمنني الحلوى
تسكنها عجوز شمطاء
بِـ نظراتها تتجدد غربتي .
بكل طمأنينة تنام ريشة
تموجت ألوانها بين أسود ورماديّ
أذكُرها حين وقفت بِـ نافذتي كَـ عصفورة ترتجف
في زاوية من الصندوق دمعة سوداء متحجرة
لم أراها من قبل .. لكني أعرف من أي تمثال سقطت
ربطة شعرى الممزقة وبقايا غضب طفلة
لم أُخبركَ يوما عن حكايتها
ولم يعد هناك مجال لِـ أخبركَ بها
وريقات عنب جافة ، بقايا ياسمين
رائحة الريف.. وقلب نهشته الليالي
آخر ما تبقى من ذكرياتي .
يهمس لِى منذ أيام
" أنتِ عين الحياة "
ياااه يا قلب
أي حياة
أنا جسد تسكنه مقابر ..
انا صندوق..
ملئهُ ذكريات..
و أرواح ..
و أشباح ..