فصل في العلاقات الإنسانية..
في خضمّ علاقاتِك الإنسانية مع من هم حولك، لديك الحق في أن تظهر جميع ما تملكه من أفكار إيجابيّة، من أحاسيس مطرّزة بكل ما هو جميل، من مشاعر حب معطّرة بروائح زكيّة تفوح منها نسمات روحك المسلمة الخيّرة.. أن تعبّر لهم عن سعادتك وأنت تقفز ضاحكا كلّما وجدتَ في طريقك زهرةَ فرحٍ.. وأن تعرض عليهم مساعدتك في كل ما تراك تستطيع عمله لتخفيف بعض ما يجدونه من صعوبات الحياة..
لديك كل الحق أيضا في أن تشعر بالخوف، بالألم.. أن تفقد التفكير أحيانا والقدرة على رؤية الأشياء من زاويتها الصحيحة، أن تفقد قِواك المعنوية.. أن تفقد الثقة في المفاهيم لكل ما هو جميل وطبيعي في الكيان الإنساني.. وفي أن تتساءل حقا عن معنى الإنسانية في عقول كل من يدّعونها على الملأ قولا ويطبقون عكسها قلبا وقالبا..
فقط لا تترك لروحك الجميلة أن تتخلى عن طبيعتها في تقبل كلّ هذا، معلنا في نفس الوقت على رأيك الصّريح دون خوف لكل ما تراه من تعامل غير سليم أمام كل ما هو إنساني.. كيما يَسهل عليك امتصاص كل الصدمات الممكن أن تهزّ من ثبات نفسيّتك بأقل آلام ممكنة..
موازاة مع كل هذا، لديك كل الحق أن تدعو الله بأن تجد في طريقك أناسا أحسن منك قولا وفعلا؛ يتقبلونك بينهم بكل طبيعيّة، يصحّحون كل ما يرونه سلبيا في تعاملك معهم، يمدّونك بما يجدونه مكمّلا لإنسانيتك ويشاركونك لحظة الألم مثلما يتقبلون زهرة الفرح من يديك الممدودة لهم بكل تبسّم..
حاول فقط تطبيق كل ما تراه جميلا وإنسانيا في روحك الخيّرة.. ولا تخف من حُكم الآراء السلبية عليك.. ستنتقدك على أية حال. عليك فقط التفكّر جيدا في مقارنة ما تقوله أو ما تفعله على ضوء ما جاء في دينك السمح من ركائز إنسانية، وُضِعت أساسا لتثبيتك أمام الرياح الهوجاء، ولتمكينك من التمتع بكل ما هو طبيعي وسليم في إنسانيتك التي يمكن أن تسعدك إذا ما اعتنيت بها كما يمكنها أن تشقيك إذا ما تخليت عنها..
افعل كل هذا من أجلك أولا، ومن أجل محيطك ثانيا ومن أجل مجتمعك ثالثا.. تقبل نفسك كما أنت، بما فيها من محاسن وعيوب، وتعامل على طبيعتك مع كل من يعرفونك.. فهم أيضا لا يخلون من عيوب رغم ما يمتلكونه من محاسن.. وإذا ما لاحظت أن منهم من وضعوا بينك وبينهم حاجزا، أو أداروا لك ظهورهم مبتعدين، أو تعاملوا معك على أساس مصالح مادية أو دنيوية، أو لم يبادلوك نفس ما تعاملهم به من معاملة إنسانية، فتقبل تصرفاتهم تلك مدركا أن تفكيرهم أو مبادئهم في أسس التعامل الإنساني هو تفكير أو مبدأ سطحي ينتهي بمجرد أن يروا في أناس آخرين ما يخدم نظرتهم السطحيّة لإنسانيتهم كما لحياتهم.. وسيبقى إلى جانبك منهم كل من يحبك حقا لإنسانيتك فقط.. يدعمونك بتواجدهم إلى جانبك واضعين أيديهم على كتفك وسط كل الظروف..