عُشْرونَ خريفاً و سِتّةَ طقوسٍ وَثَنِيّة تَدْفَعُني إلى هاوِيَةِ الحُروفِ لأكْتُبَ عن نُقْطَةِ الضوءِ المُتَلاشيةِ من عالمٍ سوْداويٍّ أسْكُنُهُ و قصائديَ الليليّة...
أَسُدُّ أُذنيَّ عن سَماعِ عويلِ الحُروفِ و صَرَخاتِ النجومِ المُدوّيةِ في مجرّاتٍ تعْتَنِقُ دِيانَةَ السّماءْ..فكلُّ الطّبيعةِ تعتنقُ ديانَةَ السّماءْ...و كلُّ الأشياء ..و كلُّ اللاأشياء تعتَنِقُ ديانَةَ السّماءْ..إلاّ ورَقةُ خريفٍ تتشبثُّ بشَجَرَةِ اللاوعيْ المغروسةِ على رمالِ صحراءٍ فقيرةٍ عمياءْ..هِيَ تعْتَنِقُ ديانَةَ دمعاتِها و ديانة فصلِها المحتَقِنِ المصلوبِ على خَشَبَةِ البرْد...
رُبّما أنا مثلُها ..فلي أَيضاً فُصولي و لي صحْرائي و لي فقري و لي صُفْرَتي المَضْروبَةِ سقاماً على وجهي...
أنا خريفيُّ الملامحِ أيضاً..لكنّي لم أعرف بعدُ أينَ سمائي!!..و ما ديانةُ تلك السّماءِ المجهولة!!..
سَتُرْسِلُ السّماءُ لي رسولاً وحدي..فأنا أُمّةٌ من الأوجاعٍ و الأسقامِ الملازمة و اللامنتهية..سترسِلُ لي رسولا رُبّما اثنين ..ربما خمسينْ..و معهم معجزاتُهم..و لكنْ هل ستَعْملُ على عقمِ صحرائي و وَثَنيّتِها؟!!...
أنا ورَقَةُ الخريف مجهولةُ الإسم..أتَساءلُ في هذا اليومِ رياحيّ المزاج فوضويّ التصرفات ...هل سأسقُطُ اليوم ,غداً, بعد اسبوع؟! أم سأنكمشُ على نفسي و أموتُ على هذا الغصنِ الذي تُحرّكهُ تلك الرياح المزاجية؟!!..ربّما سَتَقتُلُني تلكَ الشجرةُ التي أرهقتْها و َثَنيّتي و جحودي بحياةِ ترف الجنون..
في كلّ الأحوال , سأموتُ نهايةَ الأمر و إن كانت الكيفيةُ مجهولة!! لكني سأفنى مختلفاً عن كل الشيئياتِ و اللاشيئياتِ و الطبيعة ..سأموتُ مؤمناً بذاتي عشرينيّةَ الجنونِ و الديانةِ و الشّجونْ..
سأموتُ عَلى مَذْهبِ الخريفْ..