|
" لكي تشرق الشمس " |
دهى الخطـبُ الرهيبُ ثرى بلادي |
وعكَّـرَ صفوَهَـا غربـانُ سـوءٍ |
أذاقـت أهلَهـا لسْـعَ القَــتـَـادِ |
تسـنَّمَ صرحَهـا العالـي بُغَـاثٌ |
لئـامُ الطبـعِ فـي خُـبْثِ القُـرادِ |
وعـاثتْ في مرابعِـهـا بِغــالٌ |
تهـيمُ جحـاشـُهَـا في كـلِّ وادِ |
بغاةٌ قدْ طغــوا في الأرضِ كفرًا |
فأحـيوا بالتجـبـِّرِ ذكــرَ عـادِ |
إذا ما ذكّـِرُوا اللـهَ اشـمـأزوا |
كـأنَّ قلوبـَهم بعـضُ الجـمـادِ |
تعالـى خـبثُـهمْ في كـلِّ أرضٍ |
وعربـدَ مكـرُهـمْ في كـلِّ نـادِ |
تعالـوا فـي البلادِ بغـيرِ حـقٍّ |
ورامُـوا الفخـرَ في دَرَكِ الفسـادِ |
وما يصـبو الذبابُ إلى رحيـقٍ |
وما يصـبو اللعـينُ إلى رشــادِ |
شـكت بلدي من الأنـذالِ حُكْمـًا |
كما تشـكو الحقـولُ منَ الجَـرادِ |
قَفَـوْا خطـوَ اليهودِ بكـلِّ شـبرٍ |
وهل تمضي الطـريدةُ خلف عادِ؟! |
لئامٌ أسـلمُوا للبـغـيِ أرضــًا |
وباعُوا العـرضَ في زمنِ المَـزَادِ |
إذا أدلـى لـهـمْ بـوشٌ بـدلـوٍ |
عَـدَوْا فـي إثْـرِهِ عَـدْوَ الجَـوادِ |
وقالـوا حسـبـنـا بوشٌ فـإنَّـا |
نرى فِـي وجـهـهِ أَلَـقَ الـوِدَادِ |
نرى في وجهـهِ الآمـالَ تدعُــو |
جمـوعَ الآمـلـيـنَ إلى المُـرادِ |
لعمـركَ هلْ رأيتَ اللـصَ يومـًا |
يعـدُّ لصـيـدِهِ غـيـرَ الحــدادِ |
لعمـركَ هـلْ رأيتَ الذئبَ يومـُا |
رَعَى الحِمْـلانَ مِنْ خَطَرِ العَـوَادِي |
ألا يا أمـةَ الإســلامِ هـبـِّـي |
فديتُكِ واطـرحِـي ثـوبَ الحِـدادِ |
فـإنَّ إمـاطـةَ الأقــذارِ دِيـنٌ |
ودرءَ فسـادِهـمْ أسـمى جِـهـادِ |
أفيقِـي أمـةَ الأمجــادِ هـيَّـا |
فإنَّ الخـيرَ فِـي نَـبْـذِ الـرقـادِ |
فقومِـي وامـلأي الآفـاقَ نَحْـلاً |
يمدُّ الطـاعـمـيـنَ بخـيـرِ زادِ |
فما سطعَ الضيــاءُ بغيرِ شـمسٍ |
وما صـدحَ النشـيدُ بغـيـرِ شـادِ |
وما رُفِعَ اللــواءُ بغــيرِ زنـدٍ |
ومـا نطـقَ الرصـاصُ بلا زنـادِ |
فلولا الفـاتحـونَ لما سـمعـنَـا |
بـذكـرِ مـحـمـدٍ في كـلِّ نـادِ |
ولولا همـةُ الأحـرارِ فـيـنَِـا |
لظـلًّ القـدسُ متشـحَّ الســـوادِ |
بنِي الإســلامِ لا تهنـوا فـأنتمْ |
مـدى الأيامِ أعـــلامُ الجـهـادِ |
بنيتـم مـجـدَ أمـتِنـَا وكـنتـمْ |
حمـاةَ الـديـنِ إذ نادَى المـنـادي |
جعلتمْ رايـةَ الإسـلامِ صـرحـًا |
يقـودُ العـالمـينَ إلـى الرشــادِ |
وعلَّـمْـتـمْ فلـولَ الكـفرِ أنـَّا |
أبـاةٌ لا نقـيـمُ علـى اضـطهـادِ |
أتحيـا القدسُ فـي رَهَقٍ ونحيـَا |
حياةَ اللهـوِ فِـي طِـيـبِ الوسـادِ |
وتشـقى أرضُنـا بسـوادِ ظـلمٍ |
وَيُدْنِسُ عـرضَـهـا أهـلُ الفسـادِ |
فقومـوا نصطفِـي للدينِ جُـنْـدًا |
فـدونَ مـرادِنَـا خـرطُ القـَتـَـادِ |
ودونَ المجدِ حشـرجةُ المـنـايَـا |
ودونَ النصـرِ قعـقـعـةُ العَـتَـادِ |
أعدوا البيضَ مشـرعةً وقـومُـوا |
فإنَّ الـزرعَ آذنَ بـالحَـصَـــادِ |
أقيمُــوا دولةَ الإســلامِ فيكــمْ |
تقمْ في الأرضِ شـامخـةَ العِـمَـادِ |
أضيئـوا شعلـةَ الإيمـانِ فيــكمْ |
تقشَّـعْ عـنكـمُ ظـللُ الســـوادِ |
وأحـيـُوا بالتُّقَـى ألبابَ جـيـلٍ |
يرونَ العــزَّ في ركـضِ الجـيـادِ |
تروْا شمـسَ الهـدايـةِ قدْ أطـلَّتْ |
علَـى الآفـاقِ تشـرقُ مِـنْ بِـلادي |