كنت في الركن الأيمن
حيث ينزل الجالسون هناك
عبر درجات ضيقة نحو القبو
حيث
الاستراحة من عيون الجالسين
دون معنى
بقيت
و صوت من كانوا معي
يتعالى على الموسيقا والصخب
كلام يتناثر
وتمتلئ الأرض بحشرجات لغوية
يميل النادل حين ابتسم ليقول
سيدي
انظر هناك
كانت على الطاولة المقابلة
و تتجاوز السبعين
ترسم على وجنتيها
انفعالات الأمل
لم تكن ثكلى بمعنى الموت
لكنها تبتسم بتحية
حين ترفع كأس النخب
نظرت ثم ابتسمت
ثم اخترقت العمر حتى وصلت
إلى عينيها
كانت تجلس أمامي
صبية شقراء
تملك من أنفة النظرة
روح الجاهلية
قرأت ما كانت
وأين
والى أين
ثم سرحت
في جدران ذاك المقهى الأدبي
سحاب من دخان
وكلمات تلهث تسرع نحو صراخ
نحو همجية
أرسلت لها النادل
فجاءت
وقالت
لماذا
ترسم النظرة سفر ؟
لماذا
تصنع في قلبي ستائر مخملية
ضحكت
نظرت حولي
فخجلت من عيون ترقب
وقلت لها
الم تكوني تلك الحسناء يوما؟
فقالت
وأنت الم تكن ذاك؟
قلت
كأني كنت....
خرجت من أعماقها انتصارات الصبية
ورسمت على وجهها
كل ما املكه من عشق مصادر
بين أوراق الحديث
وجلسنا
تحدثنا
كانت تعود إلى حجم الطفولة
ثم تكبر حد العشق
و بقينا
والكل ينظر
ثم تركتها هناك
وارتحلت
ووداع حين قبلتني على وجنة زرقاء باردة
خرجت من هناك ولم اعد
ولم تعد
ولم اسمع منذ ذاك اليوم
أية أحاديث شفوية