صغيرتي .. كيف أنتِ ؟
هل ما زلتِ تطربين لـ وقْعِ المطر؟
حسناً .. سأنغّص عليكِ قليلاً ، المطر : فرصةٌ سانحة للبكاء بحرقة دونما خشيةٍ
من غمزة شامت أو رأفة صاحب
بي شطط .. ولهذا أكتب دون سابق فكرة ، ما الجدوى من تلميع الحروف الآن
ومآلها إلى الإرشيف بعد حين .. حيث الغبار هو القارئ الوحيد .
بي شطط .. وأتحسّر على ذاك العصفور الذي يبني عشه على غصنٍ في متناول
الأفعى ، .. لا يدري أنه يبني نعشه .
عفواً صغيرتي لقد نسيت :
أنا بخير
بخير .. كما هو حال الكثير : آلةٌ تنعم بالصحة!
ولكنّ أخي يُسدي لي النصائح _ كشيخٍ وقور _ كلما زرته
هل تعرفين النصيحة ؟
إنها طريقةٌ مُهذبة لإخبارك بـ فشلك !
لا تهتمّي ... لم يسوءني ذلك
فقد انشغلتُ مؤخراً بتربية عزلتي .. فيها أتفاءل رغم أني بها أتضاءل
ربما تذكرين الآن ما وصفتُ به حالي ذات دوماً : وحيدٌ في الزحام .. مُزدحمٌ في وحدتي .
لكنّ لي رفقاء ساذجون .. ألجأ إليهم كلما رغبتُ في الفراغ!
انتبهي .. أنا لا أذهب إليهم لتزجية الوقت بل لأمتلئ باللاشيء
هم من أولئك الذين يتحدثون باهتمام إزاء الأمور التافهة لأنهم يفهمونها جيداً ،
يثرثرون سويّاً ولا أحد يُصغي إلا لنفسه ،
ثم يضحكون فجأةً ليُقنعوا أنفسهم بأنهم في ليلة أُنْس .
المهم لديهم الضحك ... أمّا لماذا؟
فهو سؤالٌ كئيب ومعقّد ويبعث على التفكير وهو ما يخشونه
فارغون يا صغيرتي حتى أني أحرص على عدم الخروج وفي الشارع ريحٌ قوية !
هم من أحتاجه حقاً .. وليس أخي
تخيّلي .. أحتاج هؤلاء
أظنني أسأتُ لمعنى الإحتياج وسأحاول إصلاح ذلك : الحاجة أم الإختلال
ما أحتاجه بالفعل : أنتِ ، وأشياء قليلة كلها لأجلكِ !
لكنكِ المستحيل الجميل ، ولا أدري بأي منطقٍ أستعين كي أقنع بؤسي بأنّ في كلمة
المستحيل ثمة جمالٌ ما .
الرجل الذي تصادفينه وقد حقق أحلامه جميعاً .... سيدرك أنه لم يحقق شيئاً !
فـ يُلقي بأحلامه في غيابة الحب ،
أنتِ النور الذي أشفق على الظلام منه ،
عندما تقولين : أحبك ،.. أمدّ يدي للأعلى .. إذ لـ لحظةٍ أعتقد بإمكانية لمْس السماء ،
أنتِ نهرٌ يعشقه المطر وأنا اليباس على هيئة بشر .
أخبريني بربّك : أيّ عدلٍ وأيّ معنى .. كي أجتهد في ترميم التالف مني وهو لغيرك؟
كيف أبدو مُطمئناً و رحيلكِ يتحدث بلهجة الواثق ؟
فقط .. إنّ بي شطط
أُخطئ الطريق إلى بيتي مراراً عند العودة ، وعندما أجده أبحث عني في داخله ..
كل العناوين متاهاتٌ مؤكدة ما دامت لا تُشير لصدرك
الحاجة أم الإختلال ... تذكري هذا وأنا أطلبكِ الآتي :
احفظيني مثل أشيائكِ الثمينة ، تلك التي تُعيرينها صديقاتكِ على مضض ،
أو علّقيني على نحركِ ... هناك يمكنني قطف النجوم والنظر بجذلٍ للأسفل نكايةً بالغيوم
أو اصلبيني على الخط الفاصل بين نهديكِ ، فإنْ سألوكِ : ما هذا ؟
قولي : تعويذةٌ مُقدسة تحرسني عشقاً وأحملها شفقة !