دعني أمارس لعبة القدر ، دعني أعيش عبثية لحظة سقطت سهوا من فجوة أزماني ، ربما أغتسل ذات فجر يعلن الإصباح ، قد أجيد لحظتها قراءة مفكرتي اليومية وأراجع ما أغفلته فكان اللعنة التي امتشقت حسام الزمن لتطال الروح قبل الجسد .
حافية القدمين على الجمر أخطو دون هوادة ، هل كان العقاب بعضا من دمي المسكوب أم هناك أكثر !
كان الاحتراق ثمن الخطيئة التي اقترفتها تجاه روحي المسلوبة والتي ارتضيت هوانها يوم قاسمتك الهواء ، ثمن بخس للتكفير عن كل شيء رأيته معك .
لا أجيد طقوس الغفران لأن وثيقة انتهاك الحقوق كانت أول التمرد وكنت تتوسدها بداية وتذييلا فكنت اصفرارها لحظة احتقان وكنت أهلا لارتعاش السقوط الذي لا يستحق الرحمة .
سوق للنخاسة ومساحة من الفضاء ، مجال واسع للاختيار ، يضيق الكون على مساحة صغيرة من مرمر ٍ مسنون حيث الأشباح ، هيئة نتنة هلامية تمارس إيقاعا ممجوجا لتكون محط الأنظار وقبح لا يخجله قبيح أفعاله !
هكذا كانت البداية تحمل ذاتي الرافضة وجيوش نفسي المنكسرة تعلن هزيمة روح تسكن جسدا يوشك على التلاشي ، تبحث عن قطرات من الغيث تبلل بها بعضا من رمق ليعلن المطر الحداد في صمت مهيب .
في اقتدار على الصمت كانت مراسم التشييع !
حكمة أن لا ندرك عمق النصل عند اللحظة ، نرقص على الجراح كالطيور التي ترقص عند ذبحها رغم الألم .
جميعنا يؤدي رقصة البقاء تلتحفنا أجسادنا المليئة بالكدمات والتي نعالجها بالحرف طلبا للبُرء من عويلنا عند شدة السقم ، هكذا كنت أداوي العلل ، صلبت هيكل الصبر وتمثلت القصص عن مقبرة الأحياء وارتشفت تعويذة الحياة من مداد الحرف ورفض الفناء .
كم توكأت العزيمة حافية على جسر آيل ٍ للسقوط ، في ليل بهيم أثرثر لنفسي قصصا تدفع عني ماردا يتربص !
كم رفعت يدي لأصفع ذاك الجدار وأصرخ غضبا ورفضا لجبن يلازمني وخيالي أجبن مني يكتفي باختلاس نظرات مشفقة ترهقني ولا أملك لها دفعا فأنا أشد وهناً من تكرار النظر دون انتظار إجابة .
وأخيرا إليك القرار : الرحيل آخر الأقدار ، فراق دون أسف .