لا تسأليني حرفا ...
و أنا الذي غزوتُ من أجل عينيكِ قبائلَ الأبجدية
و نهبت ُ النقاط َمن فوق الحروف
و قتلتُ من أجلكِ .. ألفَ صبية
...........
و أنا الذي سبيت ُ الألف و اللام بصومعتي
و شنقتُ حاء الحب النرجسية
و عند الباء لقيتُ حتفي و انهارت مملكتي
فزمني لا يعترف بالقلاع الورقية
...........
زمني لا يعترف بالحب يا سيدتي
لا يعترف بالحرية
لا يعترف بالسيف
و لا بالشعر
و حمقاء فيه هي المشاعر الآدمية
..........
فأنا ولدتُ و الطائرات تقصف مدينتي
و أبي لم يهمس بالآذان في مسمعي
بل سمعت ُ همس البندقية
..............
فأنا عاشق يا حبيبتي لم يرى غير المشاهد الدموية
و صرخات الأطفال في دجى الليل
و شهوةَ القتل الهمجية
و معاقلا لمن يشتهي النظر إلى السماء
ليختلس لحظة من الحرية
.............
فيا حبيبتي لا تسأليني حبا ...
فهذا زمن العصا
زمن قانون الطوارئ
و التقارير السرية
.............
زمن من يُخلص لحبيبتهِ يُشنق ألف مرة
و تدنسُ أوراقه ... ليصبح شهيد الشيوعية
و يكون الوطن منه براء ...
و الدين براء ...
و تلوكه الألسن
و يفقد حقه في الوطنية
...............
الشعراء في وطني يا حبيبتي يقامرون
و دوما ... دوما ... يخسرون
لأنهم لا يعرفون اللعبة ...
و لا مع من هم يلعبون
................
المخلصون في زمني بالنهاية
يموتون ...
إمّا بجرعة زائدة ...
أو بطلقة طائشة ...
أو يغتالهم الجنون
..............
فيا حبيبتي لا تسأليني قمحا ...
فالمنجل في زمني لم يعد أداة للحصاد
و يا حبيبتي لا تسأليني حرفا ...
فاللغة أصبحت رقمية
و معيار بلاغتها الإقتصاد
هشــــــــام