" يدي ممسكةُ ُ بالقلم ..أجاهدُ الحروفَ لأبعثها إليك رسالة عبر الإشعـاع المتدفق لذلك الفضّي المتوهجُ الليلة ....أعرفُ أنّك تراه الآن ...لكـنّ حروفي تخـذُلني دائماً أمامك....وأتمنى لو أنّ هناك وميضاً قمرياً يبعثُ إليك ما يعتَمِلُ في صدري دون أنْ أتكبّدَ عناء الحروف ..أعرفُ أنّك لن تقرأَها أبداً ..لكنّها يجب أن تخرجَ إلى الصفحاتِ البيضاء..علّها تمتزج بالضوء الفضي.. فتقع عليها عيناك."
...
" هذه النجوم المستبدة تُحكِم محاصرة القمــر...أينما تذهـب بوجهك تجدها... كانت دائماً هناك ..لذلك قلّما يفتقِدُها أحد ..رؤوسُُ مضيئة تنتشرُ إلى ما لا نهاية ..رغم الغَيمِ والسحابِ المتناثر على الصفحات الـزرقاء أجدها دائماً ترسم أشكالا سرمديةِ الأبعاد أصبحتُ لا أراها إلا نادراً..أما ذلك المتجددُ الذي يغيرُ ثوبه كل يـومٍ ثـمّ يؤذنُ برحيلٍ قصير..ليعود وليداً من جديد..أظلُ انتظره ليقصَ علىّ حكايا العاشقين وأساطيرُ الأقدمين".
...
" تُرى ما الذي يجتذِبُ هؤلاءِ الحمقى لهذا الجُرم العتيق ...لقد وصلنا هناك بالفـعل وعلمنا انّه لا يوجد عليه سوي الصخور والجبال..ما الذي يعشقُونهُ في هذا الكئيبِ المظلم الذي يستمدُّ ضيائهُ من الشمس ..هل هي حماقاتُ العاشقين ....هـل هـي إرهاصات الحكمة المفتعلة لأصحاب العقول الفارغة..هل هي أمراضُنا النفسـية تتجدد عبر العادات الموروثة...سحقاً...لقد أوشك الفجرُ على الطلوع"
ثلاثتُهم كان يقف في نفسِ الشرفةِ...ولم ينبسْ أحدُهم ببنتِ شفه.