((شوقي اليها))
استيقظت واذا أشعة الشمس لوجنتي تدغدغ، وهب نسيم الصباح برقه وعذبه، وغرد العصفور لكن مالغنائه؟! فخرجت واذا بالنار لم تشعل فأشعلتها وذهبت لديك لندائه أسمع واذا بالدجاجة فاض بها شوقها تسأل تريد مني جوابها فاغرورقت عيناي وفاض بي دمعها فخرت وخارت قواي واذا بي للبيض مكسر، تبا يالي من أحمق ماعساي الآن آكل.
أين أنت ياعذبة الروح أنظري حالي ساء وسئمت الحياة دونك، أين أنت ياهبوب الريح من دونك ماعساي أفعل.
أسئلة اجتاحت خاطري وذكرتني بكل ما أردت أن أذكر، وناظرت الزوايا وبين الاطلال خيال لك يمرح تارة عند القدر وتارة عند التنور الحامي تخبزي، وبت أتخيل الفطور كل صباح لي تصنع وشبعت وما ملأ بطني سوى الجوع وجوعي إليك يا أماه أكبر، أنظري حالي وحال الحال بعدك، أتخبط كالمجنون من جدار إلى جدار أصدم، ملأ قلبي النواح وحال النواح من صدري أن يخرج، تجافينا وما جافانا إلا الموت يقطع وما ظننت أن شيء بيننا يفرق.
فسألت ذاك العصفور مال غنائك؟ هزلت وتكاد الروح تخرج منك، تغرد حزين أنت؟ أم مثلي مزق بطنك الجوع؟ هيا طر بعيدا ما عدت أقوى على غذائك وان كنت تريد سقيا فسقيا الروح هجرتني وهجرت معها كل حنان لك يلوح، فلا تعد رؤياك تزيد الوجع في مهجتي وتقتل في الصبر على وداعها، فلوح بجناحيه كأنه فهم قولي وأيقنه وطار بعيدا حتى أوجع عيني النور وأنا أنظره وما أردت فراقه.
وجلست عند الورد لعلي أجد عنده عزائي فناظرته وكأني أراك وسطل الماء يسقي الورد وهو لك يأنس، يفيض بالعبير لرضائك يطمح وأنت تقطفي منه لعلمك به أسعد، وما همك إلا رضاي وماهمني إلا عليك أضجر.
ليتها ترجع الأيام فأكون أنا من يقطفه لأدغدغ به مقلتيك و أرى ابتسامة وجهك المسفر، ليتها تعود تلك الأيام لأشبع من تقبيل راحتيك وتحت رجليك أسكن وأشم ريح رأسك بالخناء معطر.
وهمت وهمت وكانت ذكراك هي عزائي وإذا بي مبتسم، وما أيقظني منها إلا أذان للأذن أطرب، فسعيت إلى ذكر الله فبذكر الله قلبي يطمئن ويسكن، وبكل خطوة من خطاي دعائي لك أرفع عسى أن أكن نلت رضاك يا أم لك ألهف.