رسالة إلى امرأة لم تعي معنى الحريةإنني أحملُ رسالة الحب .. بعدما أثقلت كاهل العاشقينا
و أداوي بها جرحى القلوب .. و أبعثُ الأمل في نفوس اليائسينا
فما انطوت امرأة على نفسها .. إلا و اشتاقت لهوى الحالمينا
و ما اغترت امرأة بجمالها .. إلا و مُسخت في ضمير العاقلينا
لما لا تحملينَ معي رسالة الحب .. لما تخليتِ .. و بدوني لا تكونينا
أيتها المرأة ..
لو لم تكوني شقيقتي .. لصفعتُ الزمن بكفي .. و قلت له نساءا يكفينا
و لو وليت القضاء يوما .. لحكمت عليك بالحمق ألاف السنينا
كفاكي لعبا بأوراق حرقت .. لم تعد تلك الأهداب تعنينا
تصرخينَ و تصرخين .. بالحرية البلهاء تنادين .. حتى لطختِ الجبينا
من سلطة الأعراف تهربين .. لستُ جارية تقولين .. و أنتِ سبية أفكار لعينة
تصفينَ الرجل ببعبع الظلام .. و بأسوء ما لونته لوحات الرسامينا
و ما الرجل بوحش الظلام .. إنما أنتِ الموت الزؤام حينما تجوعينا
أيتها السادية .. تلذذي بشقائي اليوم .. و غدا سنرى من فينا
سيحمل الراية البيضاء .. و يدعو للسلام .. قائلا آمينا
فلولا حضني .. و حرارةَ فؤادي .. لعصفَ بكِ برد تشرينا
و بدوني لما كنتِ امرأة .. بل تمثالا .. صامتا حزينا
و بدوني لما كنتِ أسطورة دواوين الشعر .. و لا خرافة ماضينا
نحن من نجعلكِ ملكة في عنان السماء .. أو نخسفَ بكِ الأرض خسفا مبينا
فيا عشاقَ بني عصري ..
فيا عشاق بني عصري .. كفاكم سماع الأغاني الحزينة
و لترفعوا أشرعتكم .. أظن العاصفة تودُ إغراق السفينة
و لتحفظوا إمبراطورية عرشكم .. أخاف قيامَ مملكة النساء بديلا
فما استولت امرأة على عرش .. إلاّ و حطمته و أشفتْ بدمائكم الغليلا
أنتم الأقوياء على مدى العصور .. فما نفع سحر و لا دام بخور
أنا أعترف بعظمة النساء .. و لكن في المكر و الحيلة و ارتداء الغرور
كما أعترف أن لا واحدة .. استطاعت قلعي من كامل الجذور
و أن زوبعةَ النساء توقفتْ .. حينما زئر الموج و تزلزلتْ أعماق البحور
فيا سيدتي أفيقي ..لا يوجدُ مكان غيرَ كفي تُرتَمى فيه الزهور
و يا حواءَ تذكري أنكِ جزء من ضلعي .. و لا تفوق الحصاة الصخور
كفاكي تباهيا بحضارة الغرب .. و أنت لم ترثي منها غير القشور
و أي حضارة أسمى من حضارة القلب .. حينما يجتاحه ذاك الشعور
إنني أحمل رسالة الحب ... و أدعوا ألاف العاشقينا
بحبي و حبك .. نبني حضارتنا .. و نسمو عاليا فوق رؤوس الآخرينا
همسة : هي رسالة موجهة إلى فئة معينة من اللواتي يحسبن أن الحرية هي ثورة على الرجل و العادات و التقاليد و أخذن من مفهومها فقط الشكل و المظهر .
أما بالنسبة للخطاب فهو أتى على العموم و لكل النساء ( فقط من باب الضرورة الشعرية لا غير )
هناك بعض الأخطاء اللغوية حفاظا على الوزن .
هشـــــام