رحلت حنان ..
رحلت حنان ..
رحلت فجأة لتخلف في نفسي فراغا معتما ..
رحلت وكأنها اختارت سرعة الوصول إلى عالم رأته بروحها سعيدة برحلة برزخية نورانية ..
كان رحيلك مفاجئا مفجعا ، وفقدك أليما أليما ، أسقطني في الوجوم لا أصدق أن روحك قد فارقت ملبية نداء بارئها ..
أتخبط ما بين ابتسامتك ودمعي والفراغ يحيطيني بصمت كئيب ، أغرق في حزن رائحته الموت ونكهته المرارة ..
--------
وبكت وفاء ..
بعد أن استعصى دمعها ..
بكت وفاء لمصابها في فقدك يا شمعة أطفأها القدر ، وبسمة الرضا التي ما غابت في حالك الأوقات ولا أصعبها ، تلك البسمة التي لاقيتني بها في أول لقاء وآخر لقاء ، بسمة تتراقص في ضيائها فراشات الأمل ولا تحترق ، والتي ما غابت في قساوة اللحظات ، ومصائب القدر ، ووعورة درب الحياة ، ولا حين ذرفنا الدمع على فراقك الذي ترك في القلوب جرح الفقد ولوعة الغياب ..
بكت وفاء يا حنان ..
بكتك بحرقة الفقد ، وهي تقف عاجزة أمام فراش الشفاء الذي تمدد عليه جسدك، وأنفاسك تتلاشى ، ونبضك يزداد ضعفا ، وقلبك يئن بخفقات متخبطة لا تستطيع دفق الدم إلى جسدك لتعيد له الحياة ..
بكتك وفاء وهي تقف تبحث عنك بين الوجوه الواجمة ، والعيون الزائغة ، تنظر في زوايا بيتك الحزين على فراقك ، تستعيد ذكرى لحظات اللقاءات التي جمعتها بك ، واسمك الحبيب يتردد مع كل نبضة قلب حتى ليكاد يصرخ به اللسان اسى ولوعة ..
بكتك وفاء يا حنان وكل الأحبة تسألها عنك ، وهي تواسيهم وليس لها من يواسيها ، وبكتك كلما دخلت عتبات بيتك وشجيرات الزيتون والدراق تشرئب غصونها تسائلها عنك ، و الزهرة البرية في زاوية الباحة باتت أوراقها ذابلة بلا عطر ..
كنا حولك ورودا رويتها بحبك وحنانك وصدق مشاعرك ، وها نحن اليوم نذبل ظمأ وقوافل المعزين تسقط ملح دموعها على جذور الصبر فينا ..
أكتب لروحك الطاهرة كلمات عاجزة عن نقل الصورة بحجمها ولونها الطبيعي ، فمصابنا بك أكبر من أن تدرك حجمعة الكلمات أويستوعبه معجم اللغة بمفردات الحزن التي فيه ..
رحم الله روحك ، وأسكنك فسيح جناته ,اثقل ميزان حسناتك أيتها الحبيبة ..
اللهم آمين .. اللهم آمين .. اللهم آمين ..