الصديق الحلم
هناك اشخاص بعينهم أذا ألتقيتهم فأنهم يحدثون في تاريخك علامة ويسطرون في حياتك حكاية لا تستطيع أبدا نسيانها ،، مشكلتك مع هذا الصنف تكمن في أنك دوما تستشعرهم بداخلك ،، وكأنهم ضميرك الذي يصاحبك ، عقلك الباطن الذي يحادثك ،، حبك الذي يفيض بالدفء علي ذاتك حين تجدب المشاعر من حولك ،، وأنا هنا لا أتحدث فقط عن الألتقاء المادي ولكني أعني إلتقاء الأرواح والأفكار ،، تعانق الميول وتلاقح الأتجاهات ،، بمعني أدق هو الألتقاء بمعناه المجرد ،، وقد مر بحياة كل منا ، وأنا علي يقين من ذلك ،، ذاك الشخص الذي تلجأ إليه حين تستشعر وحدتك تكاد تقضي علي وجودك ،، حين يحن قلبك إلي دفء ،، أو حين تجد أن المنطق قد تكسر تحت وطأءة ظروف قهرية ،، فتتجه بكل حواسك إلي ذاك المسجون بداخلك ،، ليعينك بقوته علي إجتياز محنتك ،،
فهل سألت نفسك يوما عن كنه أو ماهية هذا الشخص ؟ هل فكرت أن تفتح قنوات أتصال معه؟ أم تراك حاولت ولم تستطع ؟ بقدر ما نحن بحاجه إلي الصدق مع أنفسنا لنحيا في سلام ، فنحن بحاجه وبصورة موازيه لفتح قلوبنا وعقولنا للحوار الجاد مع ذاك القابع في ضمير كل منا ،، ذاك الذي رسمناه بحب ،، وأسكناه ذواتنا عن رضا ،، وارتضينا دفئه حين تعصف بنا الحياة ،، وزجره حين يميل بنا الهوى ،، كل منا بحاجة إلي ذاك الصديق الصدوق سواء أكان يسكن بقلبه أو يلامس حقيقه وجوده الماديه ،، بمعني أدق سواء اكان صديقا حقيقيا ،، أو من نسج خيالنا أو خلاصة تفكيرنا وخبراتنا من خلال الاحتكاك الحياتي والذي يوفر لنا تركيبه خاصة للصديق الحلم ،