إليك هذا الرد مني بعيد عن توقعاتك الهوجاء
فاسمع مني الكلام الآتي لربما يصيبك البلاء
تحبس الدمع وتذرف الدم فعندي كله سواء
تحضن الشوك وتعشق العشب وروحك جرداء
تستلف الرواية وتقتفي الخاطرة مثل العنقاء
تجتر الألام وتنفث الأحلام ومنك ضاع النداء
تكتسي القشور وتخلع الحبور فأين هو الرداء
تحاور الروية وتسامر الحرية غيمة في السماء
تقترن العبودية وأساطير الجنية وعمرك هباء
تقبل باسمي وتعجب برسمي ولو لطخا بالدماء
تجالس الورق وتعاني كل الأرق وكتابتك عمياء
غرفك بيضاء شراشفك سوداء وتجلس في العراء
تهب الدفء وتحتمل العبء ولا تملك أبخس فراء
لا تملك البر ولا تجوب البحر ولا حتى الفضاء
خزانتك فارغة وأحاسيك بالغة وتريد أن تهب الكساء
لا صحبة في السراء ولا رفقة في الضراء ياله من جزاء
كل ما قد سلف وبكل هذا الترف لستَ سوى رثاء
تحبط وتظلم تجلد وتكتم تمدح وتهجو صبح مساء
على مزاجك تختار لي لوناً وجحيماً وجنةً وكأني حرباء
تدوس الأشواك مع ألمك الفتاك دون لبس حذاء
تفتش في الزوايا وتبحث عن الحنايا بغية الهناء
تفتقد الزهر وتحتاج الثمر والحديقة غنّاء
زيفك هو مدادك والبشر عبادك والترادف مجرد أسماء
تعطي البرهان في احترام الإنسان وفكرك صحراء
لا ألومنك ولا أعاتبنك ولا أجادلنك و لا أطلب هذا اللقاء
بك استجاروا ولرأيك استشاروا وخرجوا منك بلا ثناء
أركعوا الأرض ولم تكن ترضى وشتمتهم ولعنت كل النساء
فلن أحبس أنفاسي ولن تكون بين جلاسي ولا من الأصدقاء
فعندي ما عندي من تواضع وتوادع وعندي التحدي والكبرياء
فالشعر فن فيه االذم وفيه المدح وفيه الرثاء وفيه الهجاء
وأنا أخذت آخره وأوله لك أقدمه فاشكرني على هذا السخاء
مـ . عـــبــــ ريمـــا ــــــدالله