هذا هو الواقع ، الواقع الذي يؤلمنا ولا نستطيع له دفعاً أو منه هروباً ، وهو سرد وتشريح دقيق يعبث في النفش ويبعثر الأماني بضرورة تصحيح هذا الوضع ، والجميع يعلم كامل العلم بما آلت إليه الأمور التعليمية والتربوية في ديرتنا العربية من أقصاها إلى أقصاها ، ونسير على نفس الوتيرة ، رغم الانتقادات الكثيرة والدائمة بضرورة تغير الحال ، ونكاد نتيقن بأننا وصلنا لدرجة اليأس من قدرتنا على حل تلك الإشكالية في الثلاثية أو الرباعية أو أقل من ذلك أو أكثر من أقانيم التعليم المتهرئة(
المعلم وما يتبعه ، والمنهج وما يحتويه ، والطالب وما يمثله أو من هو في هذا الزمان الصعب )
ومن وراء ذلك كل مدير المدرسة والمشرف والمرشد التربوي الذي زرعناه في مدارسنا لأداء مهمة مستحيلة وطلبنا منه أن يحارب وجردناه من كل أسلحته حتى من مكتب مناسب يجلس عليه ، والناظر الذي تأكدنا من مهمته ( كبعبع ) ورديفه المشرف الذي نحسبه يتصيد أخطاء المعلم في كل حركة من حركاته ، والطالب الذي تركناه في خضم التعليم يكابد ويعاني من ( ما هو المطلوب منه ) وهل نعلمه أم نتعلم فيه ( قد يغضب البعض من تلك الصراحة المتناهية ) لكن لنكون أكثر انتقاداً لكن بشكل بنّاء لا هدّمي ، ولا ننكر كون التعليم في مدارسنا متخلف عن غيره من الدول الأخرى بأكثر من رع قرن ، وندّعي أن لدينا تعليم يواكب الكثير من دول العالم ، ونتباهى بارتفاع نسبة التعليم لدينا ، لكن في الحقيقة فإننا نخرّج أجيالاً من الطلاب الذي حصلوا على درجات تؤلهم لدخول الجامعة للتخرج فيما بعد والحصول على فرصة عمل ليعتاش منها هذا المسكين وليتزوج ويكّون بيت متواضع ولينضم لمواكب ( المستهلكين ) غير المنتجين بشكل يعمل على تقدم حضاري ، ولنوضح الأمر بشكل أكثر جلاء ، هل نعلم الطالب على طريقة التفكير السليم والإبداع أم نعلمه كيفية الحفظ والحصول على درجة النجاح التي تؤهله للدخول في مرحلة تعليمية أعلى ومن ثمَ الحصول على وظيفة ؛
وكما تقول الأخت الفاضلة / ماجدة ماجد صبّاح :
والهدف هو: النجاح! لا غير. فيقولون: إحفظي حتى تضمني النجاح!
ونتساءل قائلين :
لماذا أكره المدرسة؟ "وجهة نظر خاصة" هل ستكون عامة؟
وفي اعتقادي أصبحت تلك المقولة عامة لا يستثنَ أحد من ذلك بالمرة ثم نتمتع بالأجازة الطويلة ونشتاق للمدرسة لأسباب أخرى لعل الأخت شيري محمد حسن وضحتها بشكل جلي حين علقّت قائلة :
لكن أتعلمين ربما هذا يعود إلى أننا مهما شعرنا بالإرهاق النفسي من العمل أو المدرسة نظل في احتياج دائم له كملاذ لنا فرغم إننا نود الهروب منه لكننا نهرب من الآخرين إليه ، فاعتقد أنَّ المدرسة أهون بكثير من ............................
والباب مفتوح لرسم الكثير من الحروف والأسباب التي تدعونا لتلك العودة الميمونة
وبعد مناقشة دافئة بين الأختين ماجد وشيري:
يصل الأمر إلى القول بكل جدية وتحمل مسئولية إلى :
من يتحمل مسؤولية ما يحدث في مدارسنا؟
بمعنى : في رقبة من نضع الحبل ؟ والواقع أننا جميعاً نتحمل هذه المسئولية ومطلوب منّا أن نتعاون ونتناقش ونضع النقاط على الحروف بشكل لا يحتاج لغموض أو للبس أو هروب من تحمل تلك المسئولية المناطة بنا جميعاً رغم أنَّ الأخ وائل محمد القونستي قد أجاب كما هو متوقع أن يجيب الكل ( وهذا رأي خاص من حق كل واحد )
فحرية الرأي مكفولة للجميع ؛
وفي الختام أرجو أن يضيع الله لكِ تعب في هذا الجهد وفي هذا الطرح المميز والخطير .
فهل من متصدي لهذا الخطر وتلك القيمة الكبيرة . ولعل موضوع " دافعية التعلم " الإجابة على الكثير من التساؤلات التي تخص هذا الموضوع بالذات .
أطلت أعرف لكن الأمر يحتاج لجهود كبيرة ومتوازنة وصادقة .
أبو عبد الله
خليل انشاصي
غزة / فلسطين .