إن من أصعب اللحظات بل أصعبها هي لحظات الفراق
وكم دمعة سالت وأعين فاضت في هذه اللحظات ( لحظات الوداع )
قصيدة في فراق الأحبة
صروف الدهر تبكين السنينا *** وتسقينا الأسى حينا فحيــنا
وما من امرأ في الأرض إلا *** سيلقى من مرارتها الأنينــَا
وما هذي حياة سوى ابتلاء *** وما في هذه الدنيا مهيـــنا
وقفت على ديار القوم أبكي *** علّ الدمع يورثني حنيـــنا
أسيل الدمع شوقا واشــتياق *** وأبكي بالذي قد حل فيـــنا
فقد عشنا سنينا غـــابرات *** وألحقن السنين من السنــينَا
وعشنا في الحيات بكل حب *** سرور في اللقا متبسميـــــناَ
وكان الود يجمعنا لأنـــا *** لأجل الله كنا مقبليــنَا
ففي المولى تحاببـــنا وإنا *** سنبقى دائما متآلفيـــــنَا
أيا عين الحبيب فجود دمـعا *** دموع العين تسليـن الحزينَا
أتان البين بعد الوصــــل إنا *** بــهذا البين صرنا مكلمينا
فما معنى الحياة بــدون خل *** خليل المرء من يحيا الأمينا
وما في الكون من أحـد أمين *** سوى من يبتغي الإسلام دينا
طيور الأيك روحي خـبريهم *** بأنا في المحبة صـــادقينا
بأن الحب يجمعنــــا إذا ما *** تفرقنا وكنا مبعديـــــنا
وما هذا الفراق سوى اتصال*** فكم جمع الوداد البائنيــنا
وكم جمع الوداد قلوب قـــوم *** تآخوا مقبلين ومدبريـــنا
إذا أحد بآلام تأنــــى *** تراهم بالمحبة مسعفيـنا
وما في الله من حب سيبـقى *** وما في الله لا يفنى قرونــا
هي الدنيا مجيء وارتحــال *** غدو في الغداة وآيبيـــنا
إلهي قد قضيت لنا قضــــاء *** رضينا بالقضاء نعم رضيـنا
إله الكون فاجمعنا جميــعا *** بجنات الخلود منعميــنا
وبلغنا منابر نيــــــرات *** فيغبطنا عليها المرسلــونا
وصل الله ما شمس أضـاءت *** على خير الورى والمرسلينا
أبو مراد الجابي