لم يسرق النار من( الآلهة ) ورغم ذلك فقد دُقت الأسافين في صدره وكان يتم تجديد قلبه وكبده كل ضحى ليأكلهما النسر ورُبطت في قدميه صخرة كبيرة وكان عليه أن يصعد إلى قمة الجبل فكان كلما اقترب منها تدحرجت الصخرة إلى سفح الجبل وتدحرج هو معها ليعاود محاولة الصعود من جديد والإشارة هنا إلى عذاب الفلسطيني ( دون ذنب اقترفه ) وإلى تضحيته في سبيل الله والآخرين ( الأمة ) وليست إلى العبثية البروميثيوسية
في صبحها ومساها تشكو إلى مولاها والشوقُ قد نال منها والشكُّ قد أشقاها تقولُ : هل خانني أم ضلَّ الطريقَ وتاها ؟! يا ربِّ سلِّمْ حبيبي بحق عبدك " طهَ " فمَنْ يُعيرُ سواهُ لدمعتي الانتباها ؟ ومَن لقدسي إذا ما نادت يلبي نداها ؟ كم قال لي : يا حياتي أنتِ التي أهواها وأفتديها بروحي وأفتدي أقصاها وبانتمائي إليها وباسمها ، أتباهى أنتِ التي سَحَرَتْني بأرضها وسماها سبحان من قال : كوني لها ، ومَن سوَّاها مرت عليهِ عقودٌ لكنَّهُ ما سلاها مازال منذ صباهُ يحيا على ذكراها يقوُل للموت مهلاً لا تأتِ حتى أراها النسر يأكل قلبي والشمس تفغر فاها والنار تنبع مني وما سرقتُ لظاها أموتُ ، أحيا مراراً والطير تضحكُ : ها ها وصخرةٌ رُبطت بي تمشي فأمشي وراها . وقمةُ الجبل انظرْ هناكَ ، ما أعلاها متى يكون وصولي ترى ، إلى منتهاها ؟! وإخوتي تركوني وحدي وأحنوا الجباها وأمتي في سباتٍ لم أدر ماذا دهاها لم تبق من أمةٍ إلاَّ استيقظت ما عداها فدعْ مياهيَ تجري يا موتُ ، في مجراها لي موعدٌ ، مع مَنْ لم ولن أحبَّ سواها ماذا ستقبضُ ؟! روحي ؟! أعطيتها إياها ! دعني أعيش وأدعو بأن أراها ، الإلها دعني أموت شهيداً هناك فوق ثراها