الطائر الغريد
شعر عبد الكريم الكيلاني
نسى الكلالة ساعة فترنما وشدا باعذب نغْمةٍ فتكلما عشق الزهور رحيقها وعبيرها رشف الندى متلذذا وتحمما ألِفَ الرياضَ سنيةً بربيعها رضى التنقلَ فى المروج مُكرما ومضى يحلق فى السماء مناجياً ملأ المرابع بهجة وتنعما طرق الغصون يصب لحنه هانيا متغزلا ومداعبا ومعلما جعل المسرة للحياة سجيةً وأبى المعيشة شاكياً متألما فهفا يغرد للمحبة هازجاً وغدا التضجر فى غناه محرما شغفاً يطير على الرياض مداعباً جذلاً يمر على السهول مُسَلِّما فصبا الصباح يثير فيه قريحة وصبا المساء يصير عنده ملهما وعلى الجداول دار ينهل امنا وعلى الضفاف سما يرفرف مغرما فله الحقول ملاعبا ومراتعا ابدا يجوب ربوعها متحكما وله البسيطة رحبة بجنانها وله الفضاء يطوف فيه متمتما