|
أنا ما انتهيتُ وما ضَعُفتُ وما انحنيَتْ |
أوَغرَّكُمْ أني عن الناسِ اختفيَتْ؟ |
أنا مَن نَزَلْتُ بَوَادِيَ الشِّعرِ التي |
تحوِي ابنَ عبسٍ والفرزدقَ والكُمَيتْ |
فوجدتُها جَرْداءَ تَطْلُبُ نَجْدَتِي |
وتقولُ: لَيْتَكَ ساكِني.. يا ألفَ لَيتْ |
فأخذتُ منها ألفَ بَيْتٍ مُقْفِرٍ |
وَزَرَعْتُ ألفَ قصيدةٍ في كُلِّ بَيتْ |
وَأَمَرْتُ نهرَ قصائدي فجَرَى بِها |
فسمعتُها قالت: كفى.. إني ارتويتْ |
يا شاعري، هذي ثمارُ مشاعري |
فاقطُفْ ومُدَّ يدَ اليراعِ لما اشتَهيتْ |
أنا مَن تُرَاوِدُني القصائدُ عَنْ فَمِي |
يَرْقُصْنَ لِي، يَهْمِسْنَ في أُذُنيَّ: هَيْتْ |
لكَ ما تشاءُ مِن الجَمَالِ بأرضِنا |
فاطلُبْ وعَانِقْ مَن رَضِيتَ، وَمَا ارتضيتْ |
أنا مَن تجيءُ لِيَ القصائدُ طُوَّعاً |
ما جِئتُ يوماً للقصيدةِ وانحنيتْ |
وقصائدُ الشعراءِ.. جاءتْ تَرْتَجِي |
حتى تكونَ قصائدي.. لكن.. أَبَيْتْ |
أنا مَن جَمَعْتُ الشِّعرَ جَمْراً في يدِي |
وكَوَيتُ أفئدةَ الصخُورِ وما اكتَوَيتْ |
ودَخَلْتُ بَيْدَاء الخيالِ بِجَنَّتِي |
وبَنَيْتُ فيها مِن قصيدي ما بَنَيْتْ |
وبإذنِ رَبّي قد خَلَقْتُ حِسَانَها |
وبإذنِهِ أَحْيَيَتُ فيها كُلَّ مَيْتْ |
وأقمتُ مملكةَ الجمالِ بأحرُفي |
ولَبِسْتُ تاجَ العِزِّ لكنْ ما اكتفيتْ |
فَنَثَرْتُ كُلَّ قَصَائِدي بِرُبوعِهَا |
وَرَفَعْتُ عَرْشَ الشِّعرِ فِيهَا... واسْتَوَيتْ |