|
إشراقُ فِكرِكَ نورٌ لاحَ في الزمنِ |
فاستَنهَضَ العقلَ للعمرانِ في المُدُنِ |
فاسَتبدَلَت أُمَمٌ فكراً تَوَحُشَهَا |
والأرضُ صارَتْ مَلاذَ العيشِ والسَكَنِ |
بَدَّلتَ أحوالَ أقوامٍ كمِ انتظَرَت |
فكرَ ابنِ خلدونَ فانقَضت علىَ الرَسَنِ |
هَطَلّتَ غَيثَا، شَآبِيّبَاً لمعرِفَةٍ |
ورُحتَ تُزِهرُ بَينَ العينِ والوَسَنِ |
حتى بُعِثتَ شعاعاً رَدَّ مجتمعَاً |
نحوَ الحياةِ ومعنى العيشِ في الوَطَنِ |
أُنظُر إلى الغربِ كم من قِمةٍ عَكَفَتْ؟! |
هاماتُ فكرٍ على إبداعِكَ الفَطِنِ |
أَوقَدَتَ نارَ عقولِ الكونِ مُبتكِراً |
مهما تَشَوَّقَ جهلُ العقلِ للوَثَنِ |
يا أيُها الجسرُ من فكرٍ إلى أُمَمٍ |
تمتَدُّ مُنتَشِراً من أبحُرِ السُنَنِ |
ما زلتَ تُلهِمُ أعلاماً جَهابِذةً |
في كُلِّ عصرٍ بِسِّرِ الفِكرِ في عَلَنِ |
روحٌ معذبَةٌ تَغفو على ألمٍ |
أعطَتْ بعاطفةٍ مِن قلبِهَا الحَزِنِ |
إنَّ البداوةَ في التاريخِ لو نُقِدَتْ |
أصلُ الحضارةِ في الصحراءِ لم يَهُنِ |
والأرضُ طبعٌ بأعراقِ الورى مُزجَتْ |
فالروحُ تبعثُ طبعَ الأرضِ في البَدَنِ |
راقبتَ أحوالَ أقوامٍ لتفهَمَهُم |
والأرضُ طيرُ هَزَارٍ لاذَ بِالفَنَنِ |
فالناسُ كالقمحِ في أرضٍ مُكَرمَةٍ |
تُعطي الغِلالَ رغيفَ الخيرِ في الإحَنِ |
أُرقُد بمهدِكَ في التاريخِ مبتعداً |
عَن كُلِّ رجسٍ أصابَ الأرضَ بالدَرَنِ |
وأنظُر بعينِ عظيمٍ شَابَهُ حَزَنٌ |
من هَولِ ما فَعلَت دوامةُ المحَنِ |
أُنظُر إلى أُممٍ هَذبتَها فَسَمَتْ |
واليومَ تسقُطُ في دركِ الخَنا النَتِنَِ |
أُنظُر إلى أُممٍ أعليتَها فَهَوَتْ |
واليومَ تَغرَقُ في بحرٍ مِنَ الفِتَنِ |
عَلى جَبينِكَ من شمسِ العُلى قُبَلٌ |
رَاحَت تَشي بفَضاءِ الفِكرةِ الحَسَنِ |
والغيمُ حولكَ لم يُفتَن بمَن سَبَقوا |
بل راحَ يقرأُ حرفاً جاءَ بالهَتَنِ |
والأرضُ تجمعُ أبناءً بمجتَمَعٍ |
لو لم تَكُنهُ بهذا الكونِ لم يَكُنِ |
أذهَلتَ باريسَ مُذ بَانَت مُقدِمةٌ |
قبلَ ( الأميرِ ) بأشواطٍ منَ الزمَنِ |
ما كانَ ( هيغلُ ) أرقى الناسِ فَلسَفَةً |
فالكُلُّ في حَرَمِ العملاقِ كالأذُنِ |
والغربُ أدركَ أن الكونَ معرفةً |
فأطلقَ العقلَ من جنزيرِ مُرتَهَنِ |
وراحَ خلفَكَ بالقنديلِ مُقتدياً |
يَسعى إلى البحثِ مَشغوفاً كمفتَتَنِ |
وأنتَ تولدُ آلافاً مُؤلفَةً |
في كُلِّ عصرٍ يزيدُ البحثُ بالثَمنِ |
عانيتَ من عَنَتِ الأيامِ من دولٍ |
حين ارتحلتَ بقلبٍ ضَاقَ بالشَجَنِ |
والحزنُ مزقَ قلباً هدهُ قدرٌ |
غالَ الأحبةَ في بحرٍ بِلا كَفَنِ |
هل للعيونِ التي أرهقتَها مُقَلٌ؟ |
ذَابت على الطرسِ من أفكارِ مؤتَمَنِ |
أنتَ الحضارةُ في تيجانِها دررٌ |
فالخُلدُ فيكَ كبحرٍ طافَ بالمدنِ |
ماضٍ إلى أبدٍ ما همهُ عُمُرٌ |
والموجُ يُبلِغُ سرَ البحرِ للسُفُنِ |