حريق المسجد الأقصى
تعرض المسجد الأقصى والمصلون لعدة اعتداءات على مدار تاريخ الاحتلال "الإسرائيلي" كان أشهرها قيام الصهيوني من أصل أسترالي دوينس دوهان عام 1969 بإحراق الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى المبارك. والتهمت النيران منبر صلاح الدين الأيوبي الأثري والحائط الجنوبي للمسجد الذي تعود زخارفه إلى العهدين الأموي والعباسي.
وأشارت تقارير إلى تواطؤ السلطات "الإسرائيلية" في الحريق حيث تم قطع المياه عن الحرم منذ صباح ذلك اليوم، ولولا استماتة المصلين في الدفاع عن المسجد لاحترق عن آخره.
وادعت "إسرائيل" أن الحريق ناجم عن ماس كهربي إلا أنها تراجعت عن ذلك بعد تقارير المهندسين العرب وشهادات المصلين، وقامت باعتقال دوهان، ثم ادعت بعد ذلك أنه مختل عقلياً وقامت بترحيله.
وإذا تأملنا في الظروف التي أحاطت بحريق المسجد الأقصى، لأدركنا أنها كانت سيئة بالنسبة للمسلمين لاسيما أن حريق المسجد كان استثماراً واضحاً لجملة من ظواهر التراجع العربي والإسلامي وعلى رأسها هزيمة 67 التي وقعت قبل الحادث بأقل من عامين، ومن ثم كانت ردود الفعل العربية والإسلامية ضعيفة، وهو ما يخشى من تكراره الآن في ظل معطيات أشد سوءاً.
وتذكر غولدا مائير في مذكراتها أن أسوأ يوم في حياتها كان يوم إحراق المسجد الأقصى، وأن أفضل يوم في حياتها كان اليوم التالي. والسبب في ذلك، أن يوم الإحراق جعلها تخاف من ردة الفعل العربية والإسلامية المزلزلة على "إسرائيل"، لكنها أصبحت سعيدة جداً في اليوم الثاني عندما وجدت أن ردود الفعل بسيطة جداً.
وقياسا على تلك الحالة، يرى مراقبون أن أزمة الرسوم المسيئة التي لاقت ردود فعل شعبية واسعة بينما اقتصرت الردود الرسمية على الصمت أو التنديد، قد تشير إلى أن هذه الأزمة لم تكن إلا اختبار صهيوني لحجم ردود الأفعال الإٍسلامية حاليا، تمهيدا لإنتهاك بحق المسجد الأقصى قد يصل لدرجة الهدم، خاصة وأن الصحيفة التي نشرت الإساءات صهيونية.
ومن بين الاعتداءات على الحرم والتي تأتي في إطار بالونات الاختبار أيضا، اقتحام الإرهابي "الإسرائيلي" آرئيل شارون للمسجد الأقصى عام 2000. تلك الزيارة التي أطلقت شرارة انتفاضة الأقصى الثانية والتي أثبت أن الشعب الفلسطيني سينتفض، وهو ما أخّر إلى حد كبير استعدادات العصابات الصهيونية وسدنة الهيكل المزعوم لاقتحام المسجد لوضع حجر الهيكل المزعوم.
وتجتاح العصابات الصهيونية من آن لآخر الحرم القدسي مهددة ببناء الهيكل، لكن المواجهات مع المصلين المسلمين تحول دون تحقيق مآربهم