|
قد أينع الجرح حتى أثمر الألم |
وقد توقّّد حتى ملّه السقمُ |
لم يبْقَ في القلب يا بغداد مصطبرٌ |
حتى الدموع أراها اليوم تتّهمُ |
مذ فجَّرَ الصمتَ همٌّ عنك أحملــه |
يندكّ من هوله للأرض معتصمُ |
قلبي وقلبُك قيثارٌ وأغنيةٌ |
سيرسم الفجر ما عاثت بنا الظُلَمُ |
فيه امتدادُ مجرّاتٍ وأزمنةٍ |
وجذره في ضلوع الأرض مُلتحـمُ |
قد أدمنَ الليلَ مسكوناً بوحشتهِ |
وصدره من لظى النيران يضطرم |
يا ألف ليلٍ بذاك الليل ينسجمُ |
يا ألف صُبْحٍ لذاك الصبح يقتحمُ |
يا قلبُ صبراً على صبرٍ ستحملهُ |
عنك الدماءُ إذا زلّت بك القدمُ |
عمري وعمرُك كالبركان يا وطني |
وقد رأيت كياني فيك ينهدمُ |
لا...لن تضيع بك الآمالُ ما عصفت |
فيك الرياح وإن شحّت بها الّديمُ |
ففي شروق رؤاك اليوم مبتدأٌ |
وفي غروب سماك اليوم مختتمُ |
منك الجراحُ براكيناً ستنثرها |
وفيك كل شظايا الكون تزدحمُ |
بك ائتلاقٌ كعين الصقر تحسبه |
برقاً من الموتِ تهوي تحته الرخمُ |
لن ترتضيها حياةً لا حياةَ بها |
فما الحياة إذا عاشت بها الرممُ |