...
_هل يستمرُّ عناقُنا هذا إلى ما بعدَ جسديْنا..؟!!
_دَعْكَ ,حبيبي, من أسئلةِ الشوكِ..و اتركْ للنبيذ مسرباً في الحديد, و لا تقع عَنْكَ في لا وعيِكَ ,و تمسّكْ بِكَ لا أريدُ أن أفقدَ ما بعدَكَ قبلنا..فلنترهّبْ في عناقِنا الصابئ هذا, و لنتصوّفْ فلا نعرف ما مضى و لا نتنبّأ بما يأتي..!!.
_هل تشعرينَ بي..؟!
_أشعرُ بكَ..خلايا إبريّةَ الوخز هائجةً في دمي..أشعرُ بكَ امتداداً وتريّاً من بدايتي إلى نهايتي,من شروقي إلى غروبي ,من شرودي إلى جمودي..أنتَ تسري في كلّ نبضةٍ تحكّ أوردتي.
_ماذا تسمّين ما بيننا..؟!!
_لا أعرفُ...و أنتَ؟!
_أعــــ ....لا .. لا أجرؤ على أن أعرفَ.
_إلى متى ستبقى في نصفيّة الشمسِ, و وشكيّةِ الهمسْ؟!
_إلى ما شاءَ الرمل.
_كيفَ تراني؟!
_أراكِ ماءً على ماءْ..أراكِ ياسميناً كامِلَ الإسم,لا منقوص البتلِ و لا شِيةَ في ظلّهِ..أراكِ أكثرَ منْ أنتِ ,و من مراياكِ الحاسدةِ, الكمدةِ انعكاساً ..أراكِ و أؤمنُ أني أراكِ إذْ أراكِ.
_لماذا تؤمنُ برؤيايَ و برؤيتي؟!
_لأنّكِ اللاوهم ..لا ينتقضُ حلمك بغيركِ و أنتِ فائضة عن مستوى النشريّاتِ إلى مستوى البنفسجِ اشتهاءً للكمنجة.و لأنّكِ ................
ربّما في النقاط ما يفوقُ الحروفَ كلاماً..
أتعلمينَ ماذا؟!
_ماذا؟!
_أريدُ أن أتشرّدَ فيكِ حتى انقضاء الحبر..و أريدُ أن أتيهَ في رخامِكِ مليون سراباً بل مليون مليون سراباً ...
و أريدُ أن أطيرَ ...
_تطيرُ؟ !!
_نعم
_إلى أينَ ..؟!
_إليّ فيكِ..إلى أبعادِ الزمرّدِ و الماءِ..و عرائش الهذيانِ , و بُزُقيّاتِ الوجعِ الغائرةِ ألفَ خريفِ فيّ/كِ.
_يا لشروديّةِ مجازِكَ ..!! كلّ شيءٍ منكَ مختلفٌ حتى عندما تُجنّ ,و عندما تكون وعييّاً و لا وعييّاً و بينهما.
_إذن ذوبي لكي لا تجفّي بي ..و بي لا تنتهي ..منّي انبتي سجعاً ..و كوني نفحةَ الشفق المُشبّقةِ انصهاراً في الخيالاتِ الشريدةِ من جموحٍ في غراميّاتِ فُلّكِ سافرَ الشطحاتِ نفحا, و استعدّي للجنون..
_أنتَ أجملُ جنونٍ متُّ بهِ و بُعِثْتُ مِنْهُ..كأنّي لا أحيا إلاّ لأموتَ فيكَ و لا أموتُ فيك إلاّ لأموتَ من موتي المُزمنِ من غيركْ.
.............