|
يا شعر هلا أتيت القلب تستمع. |
فصبر هذي السنين اغتاله الجزع. |
ماكنت أعلم أن الجرح أينعه. |
جرح يموت ولا يبقى له وجع. |
قد كنت أكتب والنسيان يمنعني. |
واليوم لا أجد النسيان يمتنع |
بغداد أحملها شعرا وتحملني. |
في دفتر الوهم علَّ الهم ينخدع |
قلبي تساقى كؤوس الغدر في خدرٍ. |
والعين تبصرها في الدمع تنتقع |
تغدو صبابتها في الفجر باكيةً. |
وفي المساء بكاها ليس ينقطع |
لم أصطفِ الحزن رباناً لأخيلتي. |
فالحزن تابوت من بالشعر يلتذع |
بالله يانزقاً أرجوه في النزقِ. |
أين الدواء وهذا الجرع يتسع |
قامت مفاقره فاشتدت الحرق. |
حتى تداعى قصيدي حين أبتدع |
لم أدرِ هل قد غزاني الشيب بالفكرِ. |
والعمر مافات أم هل خانني اليفع؟ |
هل زارني سقمٌ من قبل يا أسفي. |
أم أنه ألم يشقى به الفجع؟ |
يا سائل الوقت:هل للوقت منتزهٌ؟. |
لم يعلم الناس أن العمر منتجع! |
نمضي وتشغلنا الأيام بالبزقِ. |
بغياً,وكل ضريرٍ غافل هجع |
قد نكتب الشعر والآلام تلتئم. |
وندمن الصبر والآمال تنهزع |
يامن بقلبي تجافا حين أعشقه. |
ولست ممن هواه امتصه الورع |
صبرا طلبته حين الشوق عللني. |
عطفا تمادى في الجوى الولع |
والشعر يملكني مذ غادرت لغتي. |
ركب السعادة والأرزاء تدرع |
نبت بهذا القصيد الفذ نائبةٌ. |
قد كنت أحسبها ضيماً سينتزع |
لكن ظنيَ لم يسعف مودتنا. |
فالشعر منذ قرون عمًّهُ القَفَع |
وقلت ما بالثرى ألقت محاسنها. |
ومال قومي تجارت فيهم الشيع |
إني مللت جموح الضعف والوهَنِ. |
حتى العراق أراه اليوم إذ يقع |