المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راضي الضميري
*
- هل تصدق أن تنام فجأة وفي غفلة من حلمك ، ثمّ تستيقظ لتجد نفسك وقد سرق حذائك أو منزلك أو حتى حمارك الذي بات يتدلل عليك بعد أن أصبح خبيرًا في شؤون النفط والبورصات العالمية ..
- قال لي:نعم أصدق كل ذلك وأبعد من ذلك أن يطير الفيل حاملاً معه كل أحلامنا ثم نصفق ببراعة البلهاء وحماسة المجانيين ...
**
- هل تصدق أن تنام فجأة لا من النعاس بل من هول الوجع الذي أصاب رقابنا الممتدة من البحر إلى البحر ...وتحتها سكين وفوقها سكاكين ثمّ ننام لا نحرّك ساكنًا !
-نعم أصدق وأبعد من ذلك أن لا ننام فتسرق أحلامنا ثمّ ننام و لا نستيقظ ، ثمّ نبحث عن كبش فداء وعن شاهد يجيد الكذب والخداع فلا نجد شاهدًا واحدًا ، بل شهود ويهود ...
يا إلهي ... كيف يمكن أن يسرق حلم بهذا الحجم ...؟
***
-هل تصدق ! بحثت عن وطن آخر فلم أجد مثله ، ثمّ عدت إلى وطني فلم أجده ، ذهبت إلى حبيبتي فلم أجدها ، بحثت عن شجرة الزيتون فقالوا لي ماتت منذ زمن بعيد ، شعرت بالعطش فذهبت إلى النهر لكي أشرب ، فقالوا لي لقد سرقوه هو أيضًا ، بحثتُ عن تاريخي فوجدته مدفونًا بين ركام الذكريات ، حاولت أن أنبشه ، وأزيح عنه غبار السنيين ، فأوقفوني بتهمة انتهاك حرمة الأموات ، ثمّ طردوني بعيدًا ، وأعطوني جواز سفر صالحًا للسفر إلى كل أنحاء العالم ؛ ما عدا حلمي ...
****
قلت سأنام قليلاً فلعلّه يكون حلمًا مزعجًا هذا الذي أودى بي إلى الهاوية ، قلت أنام قليلاً فلعلّ الليل الطويل قد حجب الرؤية من أمام عيني ، ولعلّه حلم سيذهب لحاله ، وربما يصْدقُ ظني هذه المرّة فيخالف كل الأحلام التي سبقته ، يا ليْته يكون مزيفًا ، فالحقيقة مرّة ، وموجعة جدًا ، فقلت أنام ، فنمْت قليلاً ثمّ استيقظت والحال على ما هو عليه ، ثم نمْت أكثر وأكثر ثمّ استيقظت فكان كل شيء على حاله ؛ اختفت الجهات الأربع وتوحدنا جميعًا تحت الأرض ، موت واحد ...ونحن ما زلنا كأننا أحياء ...
يا إلهي من فعل كل ذلك ؟
*****
هل جاء كل ذلك صدفة ؟ يا إلهي لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا ،كل هذا الضياع ، كل هذا الدمار ، لا شيء يأتي صدفة ، فمن أين أبدأ وإلى أين أذهب ، أريد أن أعرف حقيقة كل ما جرى ...
نهرني قائلاً : لا تتعب نفسك كثيرًا ...واعرف نفسك أولاً ثمّ ابدأ بغيرك ، أصلح نفسك أولاً ، وانظر من أين جاء طعامك وشرابك ،وماذا قلت وماذا فعلت ، قبل أن ترفع يديك إلى السماء ، واعلم إنما هي أفعالنا والجزاء من جنس العمل .
قلت له : قد شخصت المرض ، فهل من علاج ؟
قال لي : رمضان على الأبواب ولعلّه يكون الدواء وربما تكون فرصتك الأخيرة .
قلت له : وماذا أفعل كي أتوب ؟
قال لي : اِعتذر إلى ربك ليعتقك من ذنبك،اِعتذر عن كل ما فعلت .
أخي الكريم راضي الضميري
رمضان جنة الشهور الوارفة لأن قطاف الخير فيه مضاعف وأبواب المغفرة الرحمة فيه مشرعة على سعتها
الأسباب فيه مهيأة لراحة وتنقية الجسد والقلب والروح وترتيب الأفكار .
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وأكرمنا برمضان وسبحانه نسأل بأن يصلح أحوالنا ويقوينا على طاعته
ويردنا إليه رداً جميلاً وأن يعتقنا من النيران ويتجاوز عنّا جميعاً
في صفحتك الطيبة هذه أخي الكريم
معك نسجل إعتذاراً لأنفسنا وللحياة فيما أسرفنا فيه من قول وعمل مما أثقلها وأهمها
واستغفاراً كما يحب ربنا ويرضى
جزاك الله كل خير ودمتَ مشرق الروح نقي السريرة
وكل رمضان ونحن وإياك إلى الله أقرب وفي كنف أمان مغفرته ورضاه ومحبته
يارب