|
هل ضوء عينكَ من أرداه منهزما |
أم أن قلبيَ صار اليوم ينهزم؟ |
قد أُدميَ القلب من وجعٍ يخبؤه |
وانهار في ألمٍ من مسه سقمُ |
حتى السماء تلاشت حولها السحبُ |
وانحلَّ من ولهٍ ذاك الهوى الشبِمُ |
لم ينصف القبر هذا العمر في رمقٍ |
حتى البقايا تلاشت واستوى العدمُ |
عهدي بتلك الربوع الأمس ,أن بها |
حبا وأن لها في الأرض معتصمُ |
حسرى على زمن ذا اليوم فرقها |
ولم تكن في الذي قد فات تلتئِِمُ |
حسرى عليها إذا الأرواح مارقدت |
تحت القبور وصوت الريح مقتحِمُ |
كيف الحياة أعادت لون برقعها |
وراح مأتمها بالموت يتَّسِمُ |
ألم نكن في الهوى صحباً يجمِّعنا |
صوت الهديل وعزف شدُّه النغمُ؟ |
كنّا معا نشرب الأعوام مترعةً |
ونُلبس العمر آمالاً فيبتسمُ |
وكم تعانقت الأحلام في دمنا |
وكم تلازمت الأفكار والقيمُ |
حتى افترقنا دروبا لاضياء بها |
يعمها الصمت والأرياح والظُّلمُ |
وشتّتنا همومٌ في الدنى كثرت |
أود لو هربت من طيّها الرممُ |
الحزن غيبنا والصمت أبعدنا |
خلف الظلام وبات الحلم ينهدمُ |
نلملمُ العمر من أفْقٍ يسابقنا |
ونصنع الصبر في ما خَّطه القلمُ |
شتِّتْ همومك فالأطلال مؤنقةٌ |
وانشر بساطك يهوي خلفه الألمُ |
وارفق بنفسك وانظر حيث ما نظرتْ |
عين البشائر واكتب: لست أختصمُ |
ما أجمل الحب إن في اليل أوله |
يزهو بريقا وفي أعتابه الحكمُ |
ما أروع الكون في سحر يدثرهُ |
ماءٌ مريعٌ وأرض طينها الرّشمُ |
أدري بأن دما للروح قد نضبت |
منه الدماء ولم ترأف به الدِّيَمُ |
وأن ذئب الخنا ألقى مشاعرهُ |
بصدر طفلٍ تعادي قتله الحُرُمُ |
لكن لأجل سماء الحب كن قلماً |
يروي الطبيعة في زهوٍ له نعمُ |
غدا تغني لنا الأفراح ماكتبت |
ويشهد الدهر ما تصبو له الأممُ |