المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع
شَظايا خَزَف ..
..
[gasida= font="traditional arabic,7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="https://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/images/toolbox/backgrounds/45.gif" border="double,3," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وَ لِي فُؤادٌ ؛ أَنَا أَودَعتُهُ - كَلِفُ=- فِي صَدرِها - قَد غَزَاهُ الشَّوقُ ؛ وَ الَّلهَفُ
فَمَزَّقَتهُ بِسِكِّينِ القِلِى شَغَفًا=وَ أَرهَقَتهُ , فَلَمْ يَذَّمَّرِ الشَّغَفُ
هَذا دَمِي ؛ مِنْ وَرِيدِ الشِّعرِ أَنزِفُهُ=قَصِيدَةً - بِاضطِرابِ النَّبضِ - تَرتَجِفُ
وَ مَا كَذَبتُ بِأَشعارِي ؛ وَ لَا نَكَثَتْ=مِنِّي المَكاتِيبُ ؛ وَ الأوراقُ ؛ وَ الصُّحُفُ
مُعَذَّبٌ - بِاحتِراقِ الحِسِّ - مُرتَطِمٌ=قَلبِي - عَلَى جَلمَدٍ بِالبَينِ - مُنصَدِفُ
وَ مُولَعٌ - وَيحَ مَنْ يَومًا وَلَعتُ بِها -=وَ مُدنَفُ الحِسِّ , مَوهُومُ الهَوَى , تَلِفُ
تَخَطَّفَتنِي بِكُلَّابَينِ مِنْ هُدُبٍ=وَ أَطفَأَتنِي , كَأَنِّي - بَعدَها - سُدُفُ
مَا صُدفَةً نَاوَشَتنِي الطَّعنَ مُقلَتُها=وَ لَا جُزَافًا رَمَتها - فِي يَدِي - الصُّدَفُ
بَلْ سَاقَها قَدَرِي كَي تَستَبِدَّ بِما=أَكتَالُ إِذْ سَاءَنِي - فِي كَيلِي - الحَشَفُ
فَعَاقَبَتنِي عَلَى عِشقِي بِذَبحِ فَمِي=وَ شَنقِها قُبلَةً بِالحُبِّ تَعتَرِفُ
أَرَى بِها مِنْ شُمُوسِ الحَرِقِ مَا سَفَعَتْ=بِهِ جَبِينِي , وَ بَدرًا رَاحَ يَنخَسِفُ
وَ غَيمَةً تُمطِرُ الأحلَامَ أُمنِيَةً=وَ رَملَ بِيدٍ - نَزِيفَ القَلبِ - يَرتَشِفُ
وَ مَهدَ طِفلٍ إِلَيهِ التَّوقُ يَجذِبِنُي=وَ لَحدَ بُؤسٍ بِهِ الأضلَاعُ تَختَلِفُ
وَ لَستُ أُدرِكُ , هَلْ حَقًّا لَقِيتُ بِها=ظِلًّا وَرِيفًا ! أَمِ الرَّمضَاءَ أَزدَلِفُ ؟
جَهَنَّمًا مِنْ زَفِيرِ النَّارِ نَفثَتُها ؟=أَمْ جَنَّةً تَزدَهِي فِي رَوضِها غُرَفُ ؟
جُورِيَّةَ الخَدِّ ؟ أَمْ عِنَّابَةً عُقِدَتْ ؟=أَمْ دَالِياتٍ تَغَشَّى حَبَّها تَرَفُ ؟
أَمْ شَفرَةً تَشتَهِي لَحمِي بِنَصلَتِها ؟=أَمْ قَوسَ غَدرٍ رَمَانِي نَبلُها النُّجُفُ ؟
فَكَيفَ أَنظِمُ شِعرِي ؟ وَ الحِجا زَهَقَتْ=بِهِ تَفاسِيرُ أَفكارِي إِذا أَصِفُ ؟
وَ كَيفَ مَا بَينَ فَكِّيِّ الصِّراعِ , عَلَى=جَمرِ الحَقِيقَةِ يَستَهوِينِيَ الخَرَفُ ؟
مَرمَى أَمَانِيَّ - وَا شِعرَاهُ - مُمتَنِعٌ=لَا غَايَةٌ بَلَغَتْ مَا فِيهِ , لَا هَدَفُ
كَأَنَّنِي - بَعدَ سَحقِ الرُّوحِ فِي يَدِها=رُغْمَ امتِنَاعِيَ - بِالوَيلَاتِ مُنصَرِفُ
جُيُوشُ عَزمِي - فِي الظَّلماءِ - بَائِدَةٌ=وَ وَقعُ خَطوِيَ - وَسطَ التَّيهِ - مُنحَرِفُ
أَنَا هَشِيمُ الأَمَانِيِّ الَّتِي عَصَفَتْ=بِها الظُّنُونُ عَلَى مَا خَلَّفَ الأَسَفُ
حَتَّى إِذا مَا تَمَنَّيتُ الوِصَالَ , فَلَمْ=أَلقَ الوِدادَ ؛ تَهَاوَى الكِبرُ وَ الصَّلَفُ
وَ ضَجَّ حِلمِي ؛ وَ خَارَ الصَّبرُ فِي كَنَفِي=وَ صَارَتِ النَّفسُ لِلآوهامِ تَقتَرِفُ
فَحَطَّمَتنِي شَظَايا فَانتَثَرتُ ؛ هُنا=حُطَامَ قَلبٍ ؛ كَأَنِّي - وَيحَها - خَزَفُ
...
السّدَفُ : ظلمة الليل
النُّجُف : النَّجِيف : النصلُ العريض . و النَّجِيف من السِّهام : العريضُ النصل الواسعُ الجُرْح ، و الجمع نُجُفٌ .