مابين القدس وبغداد ..حضارة ممتدة امتداد مسافة الكون ..
ما بين القدس وبغداد..ثقافة متجذرة ..ترسي أطنابهافي عمق التاريخ البشري ..
مابين القدس وبغداد ..قوافل الشهداءتترى..متسابقة على الفردوس الأعلى ..
ـ للــه درك ـ شمس العراق ..
كم طال سطوعك بين دفتي أيام الزمن دون غروب ..
وهل تتذكرين ياشمس؟؟
هل تتذكرين ذلك اليوم الذي وقف فيه المعتصم ؛مستقبلا القبلة ..صادحا :
..لبـــيك أخــتاه ..
ألاتستنطقي لنا من صلب التاريخ تلك المسلمة وهي تفد إلى القصر معززة ؛مكرمة ..تلف طهارتها نساء محيطات من حولها ..
ألا تبعثيها تتحدث عن نشوة النصر تغمرها ..وهي تمثل بين يدي مغيثها ..
بالله يا شمس عليك ..
أما زلت تحتفظين بصورة الرشيد واقفا في شرفة قصره ؛وهو يناجي صبيرا عابرا ..أينما تشكلت غيومك ..أينما تساقطت أمطارك ..يصلني خراجك..
وهل بعثت ـ حقا ـ في يومي هذا من دفتر أرشيفك ؛..معتــصما ورشيــدا..؟؟
وهل تضاعفت أشعتك ..وراحت غيوم الرشيد تتلبد ..وإصرار المعتصم يلاحقها ..حتى أصاب رعدها وبرقها ..وحوله إلى صاعقة تفجرمـخ وعـصب بنوك الزمان ..؟؟
وكأني بأحد رعايا بني العباس في أقصى الحدود العباسية ..أولئك الذين زرعواالأرض خيرا؛يحتج صارخا :
تبدد خراجنا ..وضاعت رؤوس أموالنا ..؟؟
أيا شمس العراق ..
الا تبعثين لنا أشعار أبي نواس تخبرنا كيف اندمج في حضارة إنسانية ..بعد عصبية شعوبية قاتمة ..إذ سرعان ما لطمته حريةالسياسة .. وسماحة علم العلماء..ورقة المعاملة ..فكانت دعوة ربانية تامة ..ليجد نفسه تائبا ؛مخبتا ..يردد الأشعارالتي ترق لها القلوب الصماء ..
ويستدرك مافاته ..من دعوة في فضائيات المسلمين بابتهالاته الشعرية عن سماحة الإسلام ..وعظمة خالقنا ..فانتهى إلى أن التقوى هي الفارق ..لا الجنس واللون ..
أيا شمس العراق ..
ألا تبعثين من دار الحكمة أبا حامد الغزالي ينير من إحياء علوم الدين ..سطرا واحدا ..
يحرم فيه الجدل بين المسلمين ..
وحجته الدامغة في سطر واحد ..
لاتناقض في المنهج الرباني ..
ألا تلقنيننا أن دروس الوحدة في كليات ديننا ودنيانا ..؟؟ودروس التعددية في حرية آرائنا ..؟؟
ألا تخبريهم أن المصلحة العلياتاج فوق جميع الرؤوس..أنحني أمامها أنا ..و..هم ..
أيا شمس الوحدة ..
أخبري أبطال العراق عني.. ومجاهدي العلم قبلهم ..أنك غيرت خارطة الطريق لأهل الخرائط ..وبعد أن عاثوا في الأرض فسادا..تركتيهم في مستنقع الإفلاس حيارى.. يتخبطون ..ومنحتيهم بطاقة حمراء بين خيارين ..ينقذون جيوبهم أو ينفقوا على مرتزقيهم ..؟؟
ــ لله درك ـ شمس العراق ..
هنيئا للعالم بك ..وأنت أهل للريادة ..لم تكتف بتحرير الإنسان في رحمك ..بل حررت المعمورة من ذلك المفترس الغاشم ..وحيد القرن الذي تكسرت أنيابه علىجدرانك ..وتناثرت أشلاء أطرافه ..
لم يعمل بالنصيحة ..عق والديه ..وقد أوصياه منذ فجر التاريخ ..لاتصطد في المياه العكرة ..فإن جنيك لن يكون إلا معيشة ضنكا ..وترجع القهقرى أعمى ..وهل نجني من الشوك العنب ..؟؟
حتى لما فكر أن يطير ..غرد خارج سرب مبادئه المزعومة ..وفتح نفسه على عالم متعدد الأقطاب ..لكل قطب ثأر..دين ..
أين المفر من العزلة يا وحيد ..أين المفر ..؟؟دورك لتحصد زرعك المتناثر ألما في العالم ..
حمدا لك ربي ..لقد تلطفت بالأنين ..وأجبت دعاء المؤمنين ..وقبلت دماء الشهداء ..ورحمت الثكالى و المستضعفين ..
أهكذا ياعراق المجد ..تعبث بالعباثين ..
وتقلب الموازين ..وتصم المناوئين بعار الإنهزامية على مدى السنين ..ولن يستفيقوا من غيبوبتهم إلا بعد حين ..// لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون //.
أنت يا عراق النور ..
لما أضأت البشرية ردحا من الزمن غير قليل ..ألم تملء الدنيا سلما وعدلا..؟؟أشهد عليك التاريخ ـ الذي لايرحم ـ بجبروت الظلم و القوة ..
لاحظوا ـ أنتم ـ أبا تمام بجانبي يصدح ..
ولست مليكا هازمــــا لنظيره ــ ــ ــ ولكنك التوحيدَ للـشرك هــازم
أيا عراق الأهل و الأحباب ..
نطقت ذات فجر ..النصر آت ..آت ..
صدقت وانطلاقتك على قلب رجل واحد ..كانت ..وتبقى ..وستبقى ..نهاية أعدائك..
أنتما خطان متوازيان ..لايلتقيان أبدا..
أيها العراق ..تذكر أننا جسد واحد ممتد في الزمان و المكان ..لاأبعاد له ولاحدود ..
وليتجرع المناصرون ..المصفقون دائما للغالب ..سموم الإنهيار ..
وليدفع الصامتون ثمن الصمت ..جوعا ..
وليشرع مناصروا الغالب بالتصفيق لك وحدك ..
لك المجد يا أرض الأحرار ..ولأعدائك الدمار و النار ..نحن أبناء ثوار ..