السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحبة / الأسطورة و عبداللطيف
تحياتي لكما ولطيب سجاياكما , وإنّه ليسعدني الحوار والنقاش معكما فلست بالعالم ولا البالغ قدراً فيه , إنَّما نقدِّرُ ما منَّ اللهُ علينا به من علمٍ فنوصله كرسالةٍ عظيمةٍ نحفظ لها قيمتها .
أعود لما ذكرتِ أختي شذا , مع مراعاة أنَّ ما أقوله وجهة نظرٍ لذوقي بصمةٌ فيها لا أكثر .
في مقولة : " فلان ثري ثراءً فاحشاً " الفحش هنا بمعنى الظاهر والواضح لا معنى الفساد ,, فإذا كان ما قصدتِ في البيت هو هذا الفحش الذي بمعنى الظاهر فنعم حيث هو ذلك ولكن أحبُّ أنْ أقرأهُ بمعنى الفساد لأنَّه ممقوت ومعيوب فايحتكم البيت بقيمة وعظية , ولعلَّ الحذف كما ذكر أخي الحبيب عبداللطيف هو الأصوب هنا للمعنى وسأعقب عليه لاحقاً .
أمَّا الدواء والعلة , فمن صياغتك للبيت أخذ معنى مغايراً لما ذكرتِ بسبب عطفك الجملة على أداة شرطية لا فيكون " لولا الفقر ما فحش الثراء , ولولاه ما كان الدواء بلا اعتلال " والأصوب إذا أردنا التعليل بالتشبيه أنَّ نقول ( ولولا الفقر ما فحش الثراء , فهل كان الدواء بلا اعتلال ! ) كاستفهام إنكاري يوجب إثبات الصورة التي قبلها أي " إذا كان المرء ثريا فحش كما إذا كان عليلاً طلب الدواء " وهي صورة جميلة ..
تحياتي لكِ .
أخي عبدالطيف :
في البدر لا أخالفك الرأيَ من حيث المعنى الذي ترمي إليه بأنَّ المرء ليس تامَّ الخصال دائماً إنَّما هو كالقمر في منازله يظهر نوره في جزء منه وفيه كاملاً وهكذا وهو معنى بليغ حقاً , إلا أنّني أردتُ الدقة في التعبير , فإن ذكرنا البدر ذكرنا وقته لا تمامه وإن ذكرنا القمر ذكرنا تمامه . وهي وجهة نظري قدْ يخالفني غيري عليها وذلك من حقّه .
في الثراء أعلم أنّه يجوز الحذف وفي جمال ذلك أنْ لا يكون في سعةٍ من الكلام , وفي قولها " لولا الفقر " نستغني عن ذكر الثراء ونلتزم بما يؤول بالمرء جرّاء ذلك .
أمَّا في النهي عن السعادة بالخير فأخالفك تماماً لأنَّ الخير ليس بمعنى الفرح فهو لا يكون إلا في الحقِّ ويجلب الرضى وذلك ما حثَّ عليه الإسلام ففيه السعادة والفوز , وهنا النهي لابدَّ أن يكون دقيقاً وموفقاً فول قالت : ولا تسعدْ بمالٍ ... أو ولا تسعدْ بحالٍ ... أو بأمرٍ يجلب السعادة الزائفة , أمَّا الخير فهو السعادة الحقيقية في الدارين .
وفي معالي سأعيد صياغتها لإيصال المعنى المراد وهو " الحياةُ بلا دين لا تعلو ما بلغتْ بكَ معاليا " فيكون المعنى مهما بلغتَ في الحياة معاليا فلنْ تلعو بك بلا دين .. لذا فهي مفعول به ..
وأخير :
أنا شاكرٌ لكما تواصلكما بالمحبة والتقدير , وأدعو اللهَ لنا ولكم التوفيق والسداد
دمتم بخير
في أمان الله .